شهد مركز دبي المالي العالمي (DIFC) نمواً ملحوظاً في تسجيل الشركات خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعاً بشكل أساسي بتوسع قطاع إدارة الأصول وصناديق التحوط، على الرغم من استمرار التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. وقد أظهر المركز قدرة على جذب الاستثمارات العالمية، مما يعزز مكانته كمركز مالي رائد في المنطقة. هذا النمو يعكس جاذبية دبي كوجهة آمنة ومستقرة للاستثمار.
أعلن مركز دبي المالي العالمي، يوم الإثنين، عن زيادة بنسبة 32% في عدد الشركات المسجلة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل العدد الإجمالي إلى 7,700 شركة. وتشير هذه الأرقام إلى استمرار الثقة في الاقتصاد الإماراتي وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة.
نمو الشركات في مركز دبي المالي العالمي
يعزى هذا النمو القوي إلى عدة عوامل، أبرزها التوسع الكبير في صناديق التحوط وشركات إدارة الثروات. فقد ارتفع عدد صناديق التحوط العاملة في المركز إلى 85 صندوقاً، بزيادة كبيرة عن 50 صندوقاً في العام السابق، مع وجود 69 صندوقاً تتجاوز أصولها المليار دولار.
توسع قطاع إدارة الثروات
كما شهد قطاع إدارة الثروات والأصول نمواً ملحوظاً، حيث ارتفع عدد الشركات العاملة فيه من 370 إلى 440 شركة. ويعكس هذا التوسع الطلب المتزايد على خدمات إدارة الأصول المتخصصة في المنطقة. ومن بين الشركات الجديدة التي انضمت إلى المركز بلوكرست كابيتال، وPIMCO، وترانس أميركا لايف برمودا.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت الشركات العائلية دوراً متزايد الأهمية في نمو المركز، حيث ارتفع عدد الكيانات المرتبطة بها إلى 1,035، مقارنة بـ 600 في العام السابق. تسعى هذه الشركات إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية البديلة المتاحة من خلال شبكة عملاء المركز في قطاع إدارة الثروات والأصول.
الابتكار المالي والتكنولوجيا
شهد قطاع التكنولوجيا المالية والابتكار نمواً قوياً أيضاً، حيث ارتفع عدد الشركات المتخصصة إلى 1,388 شركة، بزيادة سنوية بنسبة 28%. هذا النمو ساهم في ترسيخ مكانة دبي كواحدة من أفضل خمسة مراكز عالمية للتكنولوجيا المالية، وفقاً لتصنيف مؤشر المراكز المالية العالمية (GFCI). وتشير هذه البيانات إلى التزام دبي بتعزيز الابتكار في القطاع المالي.
يعزز هذا الأداء مكانة دبي كوجهة مفضلة لرؤوس الأموال العالمية، وذلك بفضل نظامها الضريبي التنافسي وبيئة الأعمال الميسرة. وتستفيد دبي أيضاً من موقعها الاستراتيجي كبوابة بين الشرق والغرب.
ومع اشتداد المنافسة مع أبوظبي لجذب أكبر اللاعبين في القطاع المالي، يواصل مركز دبي المالي العالمي جهوده لتوسيع نطاق جاذبيته من خلال إصلاحات تنظيمية تستهدف مديري الأصول. تهدف هذه الإصلاحات إلى تبسيط الإجراءات وتعزيز الشفافية.
However، لم يخلُ هذا الزخم من بعض التحديات، حيث شهدت المدينة ارتفاعاً في تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى ضغوط متزايدة على البنية التحتية. وتتطلب هذه التحديات استثمارات مستمرة في تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة.
صرح عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، بأن المركز “يشكل محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي في دبي من خلال دوره المحوري في تمكين توسع وتنويع قطاع الخدمات المالية. ويعكس أداؤنا المتواصل عبر مختلف القطاعات الرئيسية، إلى جانب مكانتنا وسمعتنا العالمية المرموقة، عمق التزامنا بدفع عجلة الابتكار، واجتذاب رؤوس الأموال العالمية، وترسيخ مكانة دبي كأحد أكثر الاقتصادات تنوعاً وتنافسية على مستوى العالم”.
يعمل حالياً في المركز المالي ما يقرب من 48,000 شخص، بزيادة سنوية تبلغ 9%. ويجري حالياً تطوير أكثر من 1.6 مليون قدم مربع من المساحات الجديدة لتلبية الطلب المتزايد، ومن المتوقع أن تتوفر هذه المساحات في الربع الأول من عام 2026.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم مركز دبي المالي العالمي، من خلال أكاديميته، 12 برنامجاً لدرجة الماجستير بالتعاون مع جامعات عالمية مرموقة، بما في ذلك الجامعة الأميركية بالقاهرة، وكلية إيسب للأعمال، وكلية إيسيك للأعمال، وجامعة جورجتاون، وكلية لندن للأعمال، وجامعة بانتون أساس، وكلية سكيم للأعمال. وقد أكمل حوالي 5000 دارس البرامج التعليمية التي تقدمها الأكاديمية خلال النصف الأول من العام.
من المتوقع أن يستمر مركز دبي المالي العالمي في النمو والتوسع في المستقبل، مع التركيز على جذب المزيد من الاستثمارات في قطاعات إدارة الأصول والتكنولوجيا المالية. ومع ذلك، من المهم مراقبة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، وتقييم تأثيرها على أداء المركز. كما يجب على المركز الاستمرار في معالجة التحديات المتعلقة بتكاليف المعيشة والبنية التحتية لضمان استدامة نموه.
