توسع صندوق التحوط “بالياسني أسيت مانجمنت” (Balyasny Asset Management) في الإمارات العربية المتحدة، معلناً عن خطط لفتح فرع جديد في أبوظبي بعد حوالي عامين من تأسيس مكتبه في دبي. يأتي هذا التوسع في إطار زيادة الاهتمام المتزايد بالمنطقة كمركز مالي عالمي، حيث تتجه العديد من شركات إدارة الأصول إلى تعزيز استثماراتها وتواجدها في كل من دبي وأبوظبي. هذا التحرك يعزز مكانة صناديق التحوط في المنطقة.
أفادت مصادر مطلعة بأن شركة “بالياسني أسيت مانجمنت” تقدمت بطلب للحصول على ترخيص لإنشاء مكتب في مركز أبوظبي العالمي المالي، المنطقة الحرة المالية في العاصمة. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة عملياتها في أبوظبي خلال النصف الأول من العام المقبل، وفقًا لأحد الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. يذكر أن الصندوق، الذي يقع مقره الرئيسي في شيكاغو ويدير أصولاً بقيمة 29 مليار دولار، افتتح مكتبه الأول في الإمارات في مركز دبي المالي العالمي عام 2023.
أبوظبي ودبي.. وجهات جاذبة لمديري الأصول
شهدت كل من دبي وأبوظبي نمواً ملحوظاً كمركزين ماليين رئيسيين، حيث استقطبتا العديد من المؤسسات المالية العالمية البارزة. من بين هذه المؤسسات “ميلينيوم مانجمنت” (Millennium Management)، و”مارشال وايس” (Marshall Wace)، و”بريفان هوارد أسيت مانجمنت” (Brevan Howard Asset Management). يشير هذا التوجه إلى الثقة المتزايدة في الاقتصاد الإماراتي واستقراره.
على الرغم من أن العديد من الشركات تفضل اختيار إمارة واحدة كمقر رئيسي لعملياتها، إلا أن هناك اتجاهاً متزايداً نحو اعتماد نموذج “المقرين” للاستفادة من الفرص المتاحة في كلتا المدينتين. يتيح هذا النموذج الوصول إلى قاعدة واسعة من المكاتب العائلية والصناديق السيادية النشطة في منطقة الشرق الأوسط.
على سبيل المثال، قامت شركة “هدسون باي كابيتال مانجمنت” (Hudson Bay Capital Management) مؤخرًا بإنشاء مكتب في أبوظبي بالإضافة إلى عملياتها القائمة في دبي. وفي الوقت نفسه، عززت شركة “بريفان هوارد” من مكانة أبوظبي كمركز رئيسي لها، مع الحفاظ على وجود محدود في دبي.
العوامل المحفزة لنمو قطاع إدارة الأصول
تتمتع الإمارات العربية المتحدة بمجموعة من المزايا التي تجعلها وجهة جذابة لمديري الأصول، بما في ذلك الإعفاء الضريبي على الدخل، والأمن والاستقرار السياسي، والتوقيت الزمني المناسب، وسهولة الوصول إلى مصادر تمويل متنوعة وكبيرة. تعتبر هذه العوامل حاسمة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تعد الثروات السيادية عاملاً رئيسياً في جذب مديري الأصول إلى أبوظبي، حيث يقوم صندوق جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي يدير أصولاً تقدر بـ 1.1 تريليون دولار، بتوسيع نطاق استخدام الحسابات المدارة بشكل منفصل لضخ استثمارات كبيرة في عشرات صناديق الاستثمار.
في وقت سابق من هذا العام، استحوذت شركة “لونيت” (Lunate) على حصة في شركة “بريفان هوارد”، واتفق الطرفان على تخصيص ملياري دولار لمنصة استثمارية جديدة مقرها أبوظبي. يعكس هذا الاستثمار الثقة في النمو المستقبلي لقطاع إدارة الأصول في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع الثروات الخاصة في دبي ازدهارًا ملحوظًا، حيث يضم المركز المالي للمدينة مكاتب عائلية تدير أصولاً تتجاوز تريليون دولار. هذا التنوع في مصادر الثروة يعزز من جاذبية الإمارات كمركز مالي عالمي.
توقعات مستقبلية لقطاع صناديق التحوط في الإمارات
من المتوقع أن يستمر قطاع إدارة الأصول في الإمارات في النمو خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بالاستقرار الاقتصادي، والسياسات الحكومية الداعمة، والطلب المتزايد على الخدمات المالية المتخصصة. من المرجح أن نشهد المزيد من الشركات العالمية الكبرى تفتح مكاتب أو توسع عملياتها في كل من دبي وأبوظبي.
في الوقت الحالي، يترقب السوق كلمة دميتري بالياسني خلال أسبوع أبوظبي المالي، والتي قد تلقي الضوء على رؤية الشركة لمستقبل الاستثمار في المنطقة. كما يجب مراقبة التطورات المتعلقة بتراخيص التشغيل الجديدة في مركز أبوظبي العالمي المالي، والتي ستشير إلى مدى جاذبية المدينة لشركات إدارة الأصول.
