نجحت منصة التسوق الإلكتروني “نون” في جمع تمويل جديد بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومشاركة مؤسس الشركة محمد العبار. يأتي هذا التمويل في وقت تشهد فيه التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط منافسة متزايدة، مما يعزز مكانة “نون” كلاعب رئيسي في هذا القطاع الحيوي. وتهدف الشركة إلى الاستفادة من هذا التمويل لتوسيع عملياتها وتعزيز قدرتها التنافسية.

أهمية التمويل في ظل المنافسة المتزايدة للتجارة الإلكترونية

يُعد هذا التمويل دفعة قوية لـ “نون” في ظل تصاعد حدة المنافسة في سوق التجارة الإلكترونية بالشرق الأوسط. تواجه المنصة تحديات من شركات عالمية كأمازون، بالإضافة إلى لاعبين إقليميين ناشئين يسعون إلى حصة في السوق. يُظهر استثمار صندوق الاستثمارات العامة الثقة في نموذج عمل “نون” وإمكانات النمو المستقبلية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق استثمارات واسعة النطاق يقوم بها صندوق الاستثمارات العامة السعودي في قطاعات متنوعة على مستوى العالم. فقد قاد الصندوق عمليات استحواذ كبيرة مثل شراء شركة “إلكترونيك آرتس” بقيمة 55 مليار دولار، كما شارك في عروض الاستحواذ على “وارنر بروس ديسكفري”.

المنافسة المحتدمة وحرب الأسعار في سوق التوصيل

تشهد المنطقة منافسة شرسة في قطاع التجارة الإلكترونية والتوصيل السريع. أمازون، التي وسعت نطاق خدماتها ليشمل البقالة، تمثل تحديًا كبيرًا لـ “نون”. بالإضافة إلى ذلك، دخلت شركة “ميتوان” الصينية بقوة في سوق توصيل الطعام والبقالة عبر الإنترنت، مع التركيز على نموذج “المتاجر المظلمة”.

وتشكل شركة “نينجا” السعودية، التي جمعت 250 مليون دولار، منافسًا آخر في مجال التوصيل السريع. وقد أدت هذه المنافسة إلى انخفاض الأسعار وزيادة العروض الترويجية، مما أثر على هوامش الربح للشركات العاملة في هذا القطاع.

تاريخ تأسيس “نون” وتوسعها الإقليمي

تأسست “نون” في عام 2016، بعد استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على حصة 50% من الشركة، بينما احتفظ محمد العبار ومستثمرون آخرون بالباقي. بدأت المنصة عملياتها في مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، مستهدفةً شريحة واسعة من المستهلكين المهتمين بالتسوق عبر الإنترنت.

وقد جاء تأسيس “نون” بعد فترة وجيزة من استحواذ أمازون على شركة “سوق.كوم” مقابل 580 مليون دولار، مما أدى إلى تغيير ملامح سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة. سعت “نون” إلى تقديم تجربة تسوق متميزة، مع التركيز على السرعة والموثوقية وتنوع المنتجات.

وتعتبر “نون” من الشركات الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية في المنطقة، حيث تقدم خدمات متنوعة تشمل التسوق الإلكتروني، وتوصيل الطعام، والبقالة عبر الإنترنت. وتستهدف الشركة مواصلة توسيع نطاق عملياتها وزيادة حصتها في السوق.

الاستعداد لطرح أسهم محتمل

تشير مصادر إلى أن جمع التمويل الجديد يمثل خطوة تمهيدية نحو طرح محتمل للأسهم في الأسواق خلال العامين المقبلين. لم تصدر “نون” أو صندوق الاستثمارات العامة أي إعلانات رسمية حول هذا الأمر، ولكن التحضيرات الأولية قد بدأت بالفعل.

وسيمكن الطرح العام الأولي “نون” من جمع المزيد من الأموال لتمويل خططها التوسعية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية. كما سيسمح للمستثمرين الحاليين بتحقيق عوائد على استثماراتهم.

من المتوقع أن يشهد الطرح العام الأولي لـ “نون” إقبالًا كبيرًا من المستثمرين، نظرًا للإمكانات الواعدة لسوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن نجاح الطرح سيعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية العالمية وتقييم الشركة.

في الختام، يمثل التمويل الجديد لـ “نون” علامة إيجابية على ثقة المستثمرين في مستقبل التجارة الإلكترونية في المنطقة. ومن المتوقع أن تشهد الشركة تطورات كبيرة في الأشهر والسنوات القادمة، بما في ذلك التوسع في أسواق جديدة وإطلاق خدمات مبتكرة. يبقى الترقب قائمًا لمعرفة ما إذا كانت “نون” ستسعى بالفعل إلى طرح أسهمها في الأسواق خلال العامين المقبلين، وما هي التحديات والفرص التي ستواجهها في هذا المسار.

شاركها.