أعلنت شركة مبادلة للاستثمار والدار العقارية عن مشروع تطويري ضخم في جزيرة المارية بأبوظبي، بقيمة تتجاوز 60 مليار درهم إماراتي. يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى توسعة المنطقة المالية في الجزيرة، وذلك استجابةً للطلب المتزايد على المساحات المكتبية في أبوظبي من قبل الشركات العالمية الرائدة. ومن المتوقع أن يعزز هذا الاستثمار مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي.

يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه العاصمة الإماراتية تدفقاً ملحوظاً للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتزايداً في عدد الشركات العالمية التي تختار أبوظبي مقراً لعملياتها. المشروع، الذي سيتم تنفيذه بالشراكة بين مبادلة والدار بنسبة 40% و 60% على التوالي، سيعمل على مضاعفة المعروض من المكاتب عالية الجودة في المنطقة المالية.

الطلب المتزايد على المساحات المكتبية في أبوظبي

يشهد سوق العقارات في أبوظبي، وخاصةً في جزيرة المارية، ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على المساحات المكتبية. وقد أعلنت شركات بارزة مثل KKR للاستثمارات البديلة و Man Group، إحدى أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، عن افتتاح مكاتب لها في أبوظبي مؤخرًا. يُعزى هذا الاهتمام إلى البيئة الاستثمارية الجذابة التي توفرها الإمارة، والبنية التحتية المتطورة، والموقع الاستراتيجي.

خلال الربع الثالث من العام الحالي، شهد سوق أبوظبي المالي نموًا ملحوظًا في عدد الكيانات العاملة والترخيصات النشطة، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ. فقد ارتفع عدد الشركات العاملة إلى 3227، بزيادة قدرها 43% على أساس سنوي، بينما وصل عدد التراخيص النشطة في المنطقة الحرة إلى حوالي 12 ألف ترخيص. كما قفز عدد العاملين في المركز المالي إلى ما يقارب 40 ألف شخص.

تأثير التوسع على القطاعات الأخرى

لا يقتصر هذا المشروع على إضافة مساحات عمل جديدة، بل يتضمن أيضًا تطويرًا واسع النطاق في القطاعات السكنية والترفيهية. فمن المقرر بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية فاخرة على الواجهة المائية لتلبية احتياجات المستثمرين والمهنيين الذين ينتقلون إلى أبوظبي. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء مجموعة من الفنادق لتعزيز القدرة الاستيعابية للإمارة في مجال الضيافة.

تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية أبوظبي 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. ويعتبر تطوير القطاع المالي وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر من الركائز الأساسية لهذه الرؤية. ويرى خبراء العقارات أن المشروع الجديد سيساهم في جذب المزيد من الشركات العالمية إلى أبوظبي، ويدعم النمو الاقتصادي المستدام للإمارة.

تعتبر الشراكة بين مبادلة والدار العقارية طويلة الأمد وناجحة، حيث تعاونت الشركتان في العديد من المشاريع الهامة في مختلف القطاعات. ويشمل ذلك مشاريع سكنية وتجارية ولوجستية في جميع أنحاء أبوظبي، بما في ذلك جزيرة المارية. وتعكس هذه الشراكة الثقة في إمكانات السوق العقاري في أبوظبي، والتزام الشركتين بتحقيق التنمية المستدامة.

الاستثمارات الأجنبية في قطاع العقارات

يشهد قطاع الاستثمار العقاري في أبوظبي زخمًا متزايدًا، مدفوعًا بالسياسات الحكومية الداعمة، والبيئة الاستثمارية المستقرة، والفرص الواعدة التي يوفرها السوق. وقد جذبت أبوظبي استثمارات كبيرة من الشركات والمؤسسات العالمية في مختلف المشاريع العقارية، مما ساهم في تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للمستثمرين.

تجذب فعاليات مثل أسبوع أبوظبي المالي المزيد من الشركات العالمية التي تبحث عن فرص للتوسع في المنطقة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن خطط توسعية لشركات عالمية أخرى خلال هذا الأسبوع. وهذا بدوره يؤكد على مكانة أبوظبي كمركز مالي واقتصادي صاعد.

وفي سياق متصل، حصلت شركة بينانس للعملات المشفرة على ثلاث تراخيص في أبوظبي، مما يعكس التزام الإمارة بتسريع تبني التكنولوجيا المالية وتعزيز الابتكار في هذا المجال. هذا التطور يساهم في تنويع الخدمات المالية المتاحة في أبوظبي وجذب المزيد من الشركات الناشئة والمستثمرين المتخصصين.

من المتوقع أن يستمر الاستثمار في تطوير البنية التحتية والقطاعات غير النفطية في أبوظبي بوتيرة متسارعة. وسيتابع المستثمرون عن كثب التقدم المحرز في تنفيذ هذا المشروع الضخم، وتأثيره على سوق العقارات والاقتصاد بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، سيهتمون بالإعلانات اللاحقة المتعلقة بخطط التوسع لشركات عالمية أخرى في أبوظبي.

شاركها.