:

أعلنت شركة الطيران العملاقة عن اتفاق لشراء شركة سبيريت إيروسystems، وهي الشركة المصنعة لأجسام طائرات 737 ماكس، وذلك بعد عامين من الحادث المروع الذي شهد انفجار جزء من الطائرة أثناء التحليق. تهدف هذه الصفقة إلى إعادة دمج جزء كبير من سلسلة التوريد الخاصة بـ طائرة 737 ماكس، وتعزيز الرقابة على جودة التصنيع. من المتوقع أن تكتمل الصفقة في النصف الثاني من عام 2024.

تأتي هذه الخطوة بعد فترة طويلة من التدقيق في عمليات التصنيع الخاصة بـ سبيريت إيروسystems، والتي كانت في السابق جزءًا من شركة الطيران قبل أن يتم فصلها في عام 2005. تعتبر سبيريت إيروسystems موردًا رئيسيًا لشركات تصنيع الطائرات الكبرى، بما في ذلك بوينغ وإيرباص، ولكنها واجهت تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد حادثة 737 ماكس.

صفقة الاستحواذ على سبيريت إيروسystems وتأثيرها على طائرة 737 ماكس

تستحوذ شركة الطيران على سبيريت إيروسystems في صفقة تقدر قيمتها بنحو 4.7 مليار دولار أمريكي، بما في ذلك ديون الشركة. تتضمن الصفقة دفع 35.55 دولارًا لكل سهم من أسهم سبيريت إيروسystems، بالإضافة إلى تحمل ديون الشركة. تهدف هذه الخطوة إلى تبسيط عملية الإنتاج وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.

خلفية الحادثة وتداعياتها

في يناير 2020، انفجر جزء من هيكل طائرة 737 ماكس التابعة لشركة طيران ألاسكا أثناء رحلة بين بورتلاند وسياتل. لم يتسبب الحادث في إصابات، لكنه أدى إلى توقف مؤقت لجميع طائرات 737 ماكس وإجراء تحقيق شامل من قبل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA).

كشف التحقيق عن مشكلات في عملية مراقبة الجودة لدى سبيريت إيروسystems، بما في ذلك عدم كفاية التوثيق والتدريب. أجبرت هذه المشكلات شركة بوينغ على إجراء تغييرات كبيرة في عملياتها، بما في ذلك زيادة الرقابة على مورديها. كما أدت إلى تعويضات مالية كبيرة لشركات الطيران والركاب المتضررين.

الأسباب الرئيسية للاستحواذ

تعتبر إعادة دمج سبيريت إيروسystems في شركة الطيران خطوة استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات التي ظهرت بعد حادثة 737 ماكس. تسعى الشركة إلى تحسين جودة التصنيع وتقليل التأخير في تسليم الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستحواذ سيسمح لشركة الطيران بالاستفادة من خبرة سبيريت إيروسystems في مجال تصنيع هياكل الطائرات.

يعتبر هذا الاستحواذ أيضًا استجابة لضغوط المستثمرين والحكومة الأمريكية. لطالما دعا المستثمرون إلى زيادة الرقابة على سلسلة التوريد الخاصة بـ بوينغ، بينما طالب الكونجرس الأمريكي بإجراء إصلاحات شاملة في عمليات التصنيع الخاصة بالشركة.

التأثيرات المحتملة على صناعة الطيران

من المتوقع أن يكون لهذا الاستحواذ تأثير كبير على صناعة الطيران. قد يؤدي إلى زيادة المنافسة بين شركات تصنيع الطائرات، حيث تسعى كل شركة إلى تحسين جودة منتجاتها وتقليل التكاليف. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إلى تغييرات في هيكل سلسلة التوريد، حيث قد تسعى شركات الطيران إلى إعادة التفاوض على العقود مع مورديها.

يعتقد بعض المحللين أن هذا الاستحواذ قد يكون بداية لاتجاه جديد في صناعة الطيران، حيث تسعى الشركات إلى إعادة دمج الموردين الرئيسيين في عملياتها. ويرون أن هذا الاتجاه قد يساعد في تحسين جودة التصنيع وتقليل المخاطر. في المقابل، يرى آخرون أن هذا الاستحواذ قد يكون له آثار سلبية على المنافسة والابتكار.

الخطوات التنظيمية القادمة

تخضع الصفقة لموافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى. من المتوقع أن تستغرق عملية المراجعة التنظيمية عدة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، يجب على شركة الطيران الحصول على موافقة المساهمين في سبيريت إيروسystems.

وفقًا لبيان صادر عن شركة الطيران، فإنها تعمل بشكل وثيق مع الجهات التنظيمية لضمان الحصول على جميع الموافقات اللازمة في الوقت المناسب. ومع ذلك، لا يوجد ضمان بأن الصفقة ستكتمل بنجاح. تعتبر الموافقات التنظيمية هي العقبة الرئيسية أمام إتمام الصفقة، وقد تؤدي إلى تأخير أو حتى إلغاء الاستحواذ.

تتضمن الجوانب الأخرى التي يجب مراقبتها تكامل العمليات بين الشركتين، وكيف ستؤثر هذه الخطوة على علاقات بوينغ مع الموردين الآخرين، وما إذا كانت ستؤدي إلى تحسينات ملموسة في جودة طائرة 737 ماكس وسلامتها. كما أن مستقبل سبيريت إيروسystems ككيان مستقل، حتى في حالة عدم إتمام الصفقة، يظل غير مؤكدًا.

بالإضافة إلى طائرة 737 ماكس، فإن سبيريت إيروسystems تشارك أيضًا في تصنيع أجزاء لطائرات أخرى، بما في ذلك طائرات إيرباص. من غير الواضح حتى الآن كيف سيؤثر الاستحواذ على هذه العلاقات.

شاركها.