تحدث داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، مع أندرو روس سوركين في قمة DealBook التي أقيمت مؤخرًا. ناقش أمودي مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتحديات تطوير نماذج لغوية كبيرة آمنة وموثوقة، واستراتيجية شركته في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي المتنامي. ركز الحوار بشكل خاص على المنافسة مع شركات مثل OpenAI و Google، وجهود أنثروبيك لتقديم بدائل أكثر أمانًا وشفافية.

عقدت قمة DealBook في نيويورك يومي 29 و 30 نوفمبر 2023، واستقطبت قادة الأعمال والمستثمرين وصناع السياسات لمناقشة أحدث التطورات في عالم المال والتكنولوجيا. جاءت مناقشة أمودي في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي اهتمامًا متزايدًا، وتساؤلات حول المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه التقنية.

أنثروبيك والسباق نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي الآمن

أكد أمودي على التزام أنثروبيك بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة مسؤولة وأخلاقية. أشار إلى أن الشركة تركز بشكل كبير على “الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير” (Explainable AI)، وهو نهج يهدف إلى جعل عمليات اتخاذ القرار التي تقوم بها نماذج الذكاء الاصطناعي أكثر شفافية وقابلة للفهم. هذا يختلف عن بعض النماذج الأخرى التي غالبًا ما تعتبر “صناديق سوداء” يصعب فهم كيفية عملها.

التحديات التقنية والتنظيمية

أوضح أمودي أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي آمنة يمثل تحديًا تقنيًا كبيرًا. يتطلب ذلك ليس فقط تحسين الخوارزميات، ولكن أيضًا تطوير طرق جديدة لتقييم واختبار هذه النماذج للتأكد من أنها لا تنتج مخرجات ضارة أو متحيزة. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى الحاجة إلى إطار تنظيمي واضح لتوجيه تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي.

أشار أمودي إلى أن أنثروبيك تتعاون مع الباحثين وصناع السياسات لوضع معايير ومبادئ توجيهية لضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي. كما شدد على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي هو تقنية عالمية تتطلب حلولًا عالمية.

أثناء المناقشة، تطرق سوركين إلى الاستثمار الكبير الذي تلقته أنثروبيك من شركات مثل Amazon و Google. أكد أمودي أن هذا الاستثمار سيساعد الشركة على تسريع وتيرة البحث والتطوير، وتوسيع نطاق عملياتها. ومع ذلك، أضاف أن الشركة تدرك مسؤوليتها في استخدام هذه الموارد بحكمة.

في المقابل، أشار أمودي إلى أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي شرسة، وأن الشركات التي تنجح هي تلك التي يمكنها تقديم حلول مبتكرة وموثوقة. أكد على أن أنثروبيك تهدف إلى أن تكون رائدة في هذا المجال من خلال التركيز على السلامة والشفافية والأداء.

تناول الحوار أيضًا موضوع المخاوف المتعلقة بالوظائف، حيث أثيرت تساؤلات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. أشار أمودي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي بالتأكيد إلى تغييرات في سوق العمل، ولكنه يعتقد أيضًا أنه سيخلق فرصًا جديدة. أضاف أن من المهم الاستثمار في برامج التدريب والتأهيل لمساعدة العمال على التكيف مع هذه التغييرات.

أكد أمودي على أن أنثروبيك لا تسعى إلى استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، بل إلى تمكينهم من خلال توفير أدوات وتقنيات جديدة. ويرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في أتمتة المهام المتكررة والمملة، مما يسمح للبشر بالتركيز على المهام الأكثر إبداعًا وتعقيدًا.

بالإضافة إلى ذلك، ناقش أمودي أهمية معالجة التحيزات في نماذج الذكاء الاصطناعي. أشار إلى أن هذه النماذج يمكن أن تعكس التحيزات الموجودة في البيانات التي يتم تدريبها عليها، مما قد يؤدي إلى نتائج غير عادلة أو تمييزية. أكد على أن أنثروبيك تعمل بنشاط على تطوير طرق لتقليل هذه التحيزات.

أثناء الحديث عن النماذج اللغوية الكبيرة، أشار أمودي إلى أن أنثروبيك تعمل على تطوير نماذج أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة. أوضح أن هذا سيجعل الذكاء الاصطناعي في متناول المزيد من الشركات والمؤسسات، مما سيؤدي إلى تسريع وتيرة الابتكار.

في الختام، أشار أمودي إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يزال غير مؤكد، ولكنه يعتقد أن هذه التقنية لديها القدرة على إحداث تغييرات إيجابية كبيرة في العالم. ومع ذلك، أكد على أن من المهم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية.

من المتوقع أن تستمر أنثروبيك في الاستثمار في البحث والتطوير، وتوسيع نطاق عملياتها. من المرجح أيضًا أن تشهد الشركة المزيد من المنافسة من شركات أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي. سيكون من المهم مراقبة التطورات التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وكيف ستؤثر هذه التطورات على أنثروبيك والشركات الأخرى في هذا المجال. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه التكنولوجيا وما هي التحديات والفرص التي ستواجهها في المستقبل.

شاركها.