أكد ماسايوشي سون، مؤسس مجموعة “سوفت بنك”، أنه كان ليحتفظ بأسهم شركته في “إنفيديا” لو توفرت لديه الأموال اللازمة لتمويل استثماراته المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك استثمار كبير في شركة “أوبن إيه آي”. جاء هذا التصريح خلال منتدى في طوكيو، حيث أوضح سون أن بيع حصة “سوفت بنك” في “إنفيديا” كان خطوة ضرورية لتدعيم السيولة النقدية للشركة، وليس إشارة إلى قلق بشأن مستقبل قطاع التكنولوجيا.

أعلن سون عن هذه التفاصيل للمرة الأولى منذ إعلان “سوفت بنك” في نوفمبر الماضي عن التخلي عن كامل حصتها في “إنفيديا”، الشركة الرائدة عالميًا في مجال تصنيع الرقائق. وشدد على أن الحديث عن وجود “فقاعة” في استثمارات الذكاء الاصطناعي أمر غير دقيق، مشيرًا إلى أن العائد المحتمل من هذا القطاع يبرر الاستثمارات الضخمة التي تُجرى فيه حاليًا.

استثمارات سوفت بنك في الذكاء الاصطناعي وإنفيديا

أوضح سون أن “سوفت بنك” كانت بحاجة ماسة إلى رأس المال لتمويل مشاريع جديدة، أبرزها بناء مراكز بيانات متطورة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأضاف، معربًا عن أسفه، أنه “بكى” وهو يبيع أسهم “إنفيديا” نظرًا لإيمانه بإمكانيات الشركة.

تأتي هذه التصريحات في وقت تضاعف فيه “سوفت بنك” استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، من خلال مشاريع مثل مركز بيانات “ستارغيت” الذي يتم تطويره بالشراكة مع “هون هاي بريسيجن إندستري”. كما قامت الشركة بالاستحواذ على “أمبير كومبيوتينغ”، وهي شركة متخصصة في تصميم الرقائق، وتخطط لزيادة استثماراتها في “أوبن إيه آي” قبل نهاية العام.

الجدل حول تقييمات الذكاء الاصطناعي

رفض سون فكرة وجود فقاعة في استثمارات الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن من يطرحون هذا الرأي “ليسوا أذكياء بما يكفي”. وأشار إلى أنه إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من المساهمة بنسبة 10% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن ذلك سيعوض بشكل كبير التكاليف الباهظة للاستثمار في هذا المجال.

تأتي هذه الآراء في سياق نقاش عالمي حول تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة. ويرى بعض المحللين أن هذه التقييمات مبالغ فيها ولا تعكس الواقع الاقتصادي، بينما يرى آخرون أنها مبررة نظرًا للإمكانيات الهائلة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي.

تعزيز العلاقات السعودية اليابانية في مجال الاستثمار

جاءت تصريحات سون خلال فعالية جانبية لأحد أكبر مؤتمرات الاستثمار في المملكة العربية السعودية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالاستثمار في مجال التكنولوجيا والابتكار في المنطقة. وشارك في المنتدى مسؤولون حكوميون يابانيون بارزون، بما في ذلك رئيسة الوزراء ساناي تاكايشي ووزيرا المالية والاقتصاد، مما يؤكد على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

يُذكر أن “صندوق رؤية” الأول الذي أطلقه سون قد تأسس بتمويل كبير من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بقيمة 45 مليار دولار. وكشف محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، خلال المنتدى عن استثمار المملكة في اليابان بلغ حوالي 11.5 مليار دولار بين عامي 2017 و 2024.

من المتوقع أن يرتفع إجمالي الاستثمارات السعودية في اليابان إلى حوالي 27 مليار دولار بحلول نهاية عام 2030، مما يعكس التزام المملكة بتنويع مصادر اقتصادها وتعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الدول المتقدمة. ويشمل ذلك الاستثمار في قطاعات واعدة مثل الرقائق الإلكترونية والتكنولوجيا المتقدمة.

في الختام، تواصل “سوفت بنك” المراهنة بقوة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، على الرغم من الحاجة إلى بيع بعض الأصول لتمويل هذه الاستثمارات. من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من الإعلانات حول استثمارات الشركة في هذا المجال، بالإضافة إلى زيادة التعاون بين المملكة العربية السعودية واليابان في قطاع التكنولوجيا. يبقى من المهم مراقبة تطورات السوق وتقييمات شركات الذكاء الاصطناعي لتقييم مدى استدامة هذا النمو.

شاركها.