:
تسببت اضطرابات واسعة النطاق في رحلات شركة “إنديغو” الجوية، أكبر شركة طيران في الهند، في تأخير وإلغاء مئات الرحلات الجوية، مما أدى إلى تعطل خطط السفر لمسافرين كثر. وألقت الشركة، التي تسيطر على ما يقرب من ثلثي سوق الطيران الداخلي في الهند، باللوم على الظروف الجوية، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات، والقواعد المتعلقة بفترات الراحة لفرق العمل. ومع ذلك، يرى بعض الطيارين أن الشركة تتخذ إجراءات تقشفية.
بدأت المشاكل في الظهور يوم الاثنين 29 أبريل 2024 واستمرت لعدة أيام، مما أثر على عمليات “إنديغو” في جميع أنحاء البلاد. وقد أثرت هذه الاضطرابات بشكل خاص على المسافرين الذين يسافرون خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة، مما أدى إلى تفاقم الإحباط وتزايد الشكاوى. وتعتبر هذه الأحداث نقطة تركيز على أداء شركات الطيران الهندية وموثوقيتها.
أزمة “إنديغو” الجوية: أسباب وتداعيات
أكدت “إنديغو” في بيان رسمي أن سلسلة من العوامل مجتمعة تسببت في هذه الاضطرابات. وشملت هذه العوامل أحوال الطقس غير المتوقعة، والتي أدت إلى تأخير العديد من الرحلات، بالإضافة إلى بعض المشكلات التقنية في أنظمتها الداخلية. كما أشارت الشركة إلى أن تطبيق القواعد المتعلقة بفترات راحة طاقم الرحلات، والتي تهدف إلى ضمان سلامتهم، ساهم في تفاقم الوضع.
تفسير الشركة للأحداث
أوضحت “إنديغو” أن قواعد السلامة تتطلب فترات راحة محددة لفرق العمل بعد عدد معين من ساعات الطيران. وقالت إن هذه القواعد، بالإضافة إلى العوامل الأخرى المذكورة، أجبرتها على إعادة جدولة بعض الرحلات أو إلغائها بشكل استباقي، وذلك لضمان عدم تعرض أي طاقم للإرهاق أو تعريض سلامة الركاب للخطر. وتشير الشركة إلى أن الإجراءات كانت ضرورية للحفاظ على معايير التشغيل الخاصة بها.
ردود فعل الطيارين
في المقابل، تحدث عدد من الطيارين العاملين لدى “إنديغو” بشرط عدم الكشف عن هويتهم، وانتقدوا إدارة الشركة. وذكروا أن الاضطرابات ليست مجرد نتيجة لظروف غير متوقعة، بل هي نتيجة مباشرة لسياسات تخفيض التكاليف التي تتبعها الشركة، والتي تؤثر على جداول الصيانة والتدريب، بالإضافة إلى عدد الطيارين المتاحين لتغطية الرحلات. وفقًا لتقارير إعلامية، يشعر بعض الطيارين بالضغط لتقليل فترات الراحة الخاصة بهم.
لقد أدى النمو السريع لشركة “إنديغو” في السنوات الأخيرة إلى زيادة الضغط على بنيتها التحتية وعملياتها. وتوسع نطاق عملياتها بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على مواردها الحالية. في حين أن الشركة قد حققت نجاحًا كبيرًا في تقديم تذاكر بأسعار معقولة، إلا أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن ذلك قد تم على حساب الاستثمار الكافي في الموارد اللازمة لضمان التشغيل السلس.
وقد تدخلت وزارة الطيران المدني الهندية للتحقيق في هذه الاضطرابات. وطلبت الوزارة من “إنديغو” تقديم تقرير مفصل عن الأسباب الكامنة وراء المشكلة والإجراءات التي تتخذها لمعالجة الموقف. وذكرت الوزارة أنها تتعامل مع الأمر بجدية وأنها ستتخذ الإجراءات المناسبة إذا تبين أن الشركة قد أخلت بأي من لوائح السلامة. وتشمل هذه الإجراءات الغرامات أو حتى تعليق تراخيص الطيران.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت مديرية الطيران المدني (DGCA) عن تلقي عدد كبير من الشكاوى من الركاب المتضررين. وتقوم المديرية بتقييم هذه الشكاوى وتحديد ما إذا كانت الشركة قد فشلت في تقديم تعويضات مناسبة للمسافرين المتضررين، كما هو مطلوب بموجب اللوائح. وتعد قضية تعويض الركاب جزءًا مهمًا من هذا التحقيق، حيث تهدف السلطات إلى حماية حقوق المسافرين.
لقد أثارت هذه الاضطرابات تساؤلات حول استعداد شركات الطيران الهندية للتعامل مع الزيادة المتوقعة في الطلب على السفر خلال الأشهر القادمة. ومع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، من المتوقع أن يرتفع عدد المسافرين بشكل كبير. وهذا يتطلب من شركات الطيران زيادة قدرتها الاستيعابية وتحسين عملياتها لضمان عدم تكرار مثل هذه الاضطرابات. ويعتبر **أداء شركات الطيران** الهندية تحت المجهر.
ومن الجوانب الأخرى التي يجب مراقبتها تأثير هذه الأحداث على سمعة “إنديغو”. فقد أدت الاضطرابات إلى إلحاق الضرر بثقة الركاب في الشركة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لاستعادة هذه الثقة. وتعتبر إدارة الأزمات الفعالة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لـ “إنديغو” في الوقت الحالي. كما أن **تأخير الرحلات** و **إلغاء الرحلات** أثر بشكل كبير على المسافرين.
من المتوقع أن تقدم “إنديغو” تقريرها الكامل إلى وزارة الطيران المدني بحلول 10 مايو 2024. وستقوم الوزارة بعد ذلك بمراجعة التقرير واتخاذ قرار بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان التحقيق سيكشف عن أي مخالفات من جانب الشركة، أو ما إذا كانت الاضطرابات كانت بالفعل نتيجة فقط لعوامل خارجة عن إرادتها. وستكون قرارات السلطات الرقابية حاسمة في تحديد مستقبل **سفر الطيران** في الهند.
