أظهر تقرير التوظيف الصادر عن شركة ADP يوم الأربعاء انخفاضًا في الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي لشهر نوفمبر 2025، حيث فقد الاقتصاد 32 ألف وظيفة. يأتي هذا الانخفاض بعد زيادة معدلة صعودًا بلغت 47 ألف وظيفة في أكتوبر 2025، مما يشير إلى تباطؤ في سوق العمل. ويراقب المحللون عن كثب هذه التطورات لتقييم صحة الاقتصاد الأمريكي.

يأتي هذا التقرير في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي حالة من عدم اليقين، مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية والتقلبات التجارية. وقد أعدت ADP هذا التقرير بالتعاون مع مختبر الاقتصاد الرقمي بجامعة ستانفورد، وهو يوفر نظرة أولية على أداء التوظيف قبل صدور البيانات الرسمية من الحكومة.

تراجع الوظائف وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي

وفقًا للتقرير، يمثل هذا الانخفاض في الوظائف الخاصة أول تراجع شهري منذ سبتمبر 2025. كان اقتصاديون قد توقعوا زيادة طفيفة في الوظائف، مما يجعل هذا الانخفاض مفاجئًا. يُعزى هذا التباطؤ جزئيًا إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة.

تباين البيانات مع التوقعات

من المهم ملاحظة أن تقارير ADP غالبًا ما تختلف عن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأمريكية. تاريخيًا، شهدت تقديرات ADP الشهرية فروقًا ملحوظة عن البيانات الحكومية. لذلك، يجب تفسير هذه النتائج بحذر.

تأجيل التقرير الرسمي وتداعياته

من المقرر الآن أن يصدر مكتب إحصاءات العمل التقرير الرسمي لالوظائف لشهر نوفمبر في 16 ديسمبر، بعد تأجيله من موعده الأصلي في 5 ديسمبر بسبب الإغلاق الحكومي الأخير. سيشمل التقرير بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أكتوبر، ولكن لن يتضمن معدل البطالة لشهر أكتوبر بسبب توقف جمع البيانات خلال فترة الإغلاق.

هذا التأخير يزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بسوق العمل. يعتمد المحللون على البيانات الحكومية الرسمية لاتخاذ قرارات مستنيرة، والتأخير يعيق هذه العملية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم توفر بيانات معدل البطالة لشهر أكتوبر يمثل تحديًا إضافيًا.

مؤشرات متباينة حول حالة التوظيف

على الرغم من انخفاض الوظائف في تقرير ADP، تشير بيانات أخرى إلى أن سوق العمل لا تزال قوية نسبيًا. فقد ظلت طلبات الاستفادة الأولية من إعانات البطالة على مستوى الولايات مستقرة، مما يشير إلى عدم وجود زيادة كبيرة في التسريح من العمل.

ومع ذلك، يرى الخبراء أن حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن التوترات التجارية قد أدت إلى تباطؤ في وتيرة التوظيف. تتردد الشركات في اتخاذ قرارات توظيف جديدة في ظل هذه الظروف غير المستقرة.

يذكر أن الاقتصاد الأمريكي كان قد أضاف 119 ألف وظيفة في سبتمبر، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.4%، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات. هذه البيانات تشير إلى أن سوق العمل بدأت تظهر علامات التباطؤ قبل صدور تقرير ADP لشهر نوفمبر.

في الختام، من المقرر صدور التقرير الرسمي لالوظائف من مكتب إحصاءات العمل في 16 ديسمبر، وسيوفر هذا التقرير صورة أكثر دقة عن حالة سوق العمل في الولايات المتحدة. سيراقب المحللون عن كثب هذه البيانات لتقييم تأثير الإغلاق الحكومي والتوترات التجارية على الاقتصاد الأمريكي، مع الأخذ في الاعتبار أن البيانات الأولية قد تكون عرضة للمراجعة.

شاركها.