دعا حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم الحزب الديمقراطي إلى تبني نهج “أكثر اعتيادية ثقافية” وتطوير رؤية اقتصادية مقنعة للمستقبل. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجريت معه في قمة DealBook مع المحرر المسؤول أندرو روس سوركين. وأشار نيوسوم إلى ضرورة معالجة القضايا الاقتصادية الملحة التي تواجه الأمريكيين، مثل ارتفاع معدلات الثروة غير المتكافئة وتراجع الطبقة الوسطى، كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة جذب الناخبين وتحقيق النجاح السياسي.
الحاجة إلى تغيير في استراتيجية الحزب الديمقراطي
أكد نيوسوم أن الديمقراطيين بحاجة إلى أن يكونوا أقل حكمًا وأكثر تفهمًا للواقع الثقافي والاجتماعي. وذكر أن التركيز يجب أن يكون على القضايا التي تهم المواطنين العاديين، مثل أسعار الفائدة والفرص الاقتصادية، بدلًا من الانخراط في جدالات أيديولوجية. هذه التصريحات تأتي في سياق تقييم الحزب الديمقراطي لأدائه الانتخابي وتسعى إلى فهم أسباب تراجع شعبيته في بعض المناطق.
وأضاف نيوسوم أن الحزب يجب أن يعترف بأهمية قضية الحدود، ليس فقط من الناحية العملية ولكن أيضًا من الناحية السياسية. وتأتي هذه النقطة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة نقاشًا حادًا حول سياسات الهجرة والحدود.
التفاوت الاقتصادي وتأثيره على الناخبين
أشار نيوسوم إلى أن 10% من الأمريكيين يمتلكون ثلثي الثروة في البلاد، مما يخلق شعورًا بالظلم وعدم المساواة. وأضاف أن هذا الوضع يؤثر بشكل خاص على جيل الشباب، حيث أن الكثيرين منهم يجدون صعوبة في تحقيق مستوى معيشي أفضل من آبائهم. وفقًا لتقارير حديثة، يشعر جيل الألفية (Millennials) و الجيل Z بقدر أكبر من عدم التيقين الاقتصادي مقارنة بالأجيال السابقة.
ولفت نيوسوم إلى الشعبية المتزايدة لشخصيات مثل السيد بيست (MrBeast)، وهو صانع محتوى على يوتيوب يقدم محتوى ترفيهي مع جوائز مالية كبيرة، كدليل على أن الشباب يبحثون عن فرص اقتصادية بديلة. ويشير هذا إلى الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة لتمكين الشباب اقتصاديًا.
وشدد نيوسوم على أهمية تبني سياسات ضريبية تصاعدية تهدف إلى إعادة توزيع الثروة بشكل أكثر عدالة، مع التأكيد على أن الشركات لا يمكن أن تزدهر في بيئة يعاني فيها الكثير من الناس. ومع ذلك، أوضح أنه لا يؤيد سياسات إعادة التوزيع الجذرية، بل يفضل سياسات تحفز النمو الاقتصادي الشامل.
إرث ترامب وتوجهات سياسية جديدة
أقر نيوسوم بأن الرئيس السابق دونالد ترامب فهم جيدًا القضايا الاقتصادية التي تهم الناخبين العاديين، وأن هذا الفهم ساهم في نجاحه الانتخابي. واستشهد أيضًا بشخصيات يسارية مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (A.O.C.) وبيرني ساندرز، مؤكدًا أنهم يشتركون مع ترامب في فهم أهمية الخطاب الاقتصادي.
ومع ذلك، أكد نيوسوم أن الديمقراطيين بحاجة إلى تطوير سياسات ملموسة تعالج هذه القضايا، بدلًا من مجرد الاعتماد على الشعارات والخطابات. وهذا يتطلب جهدًا فكريًا وعمليًا كبيرًا من الحزب.
التحديات المستقبلية والفرص المتاحة
يواجه الحزب الديمقراطي تحديات كبيرة في ظل تصاعد النزعات الشعبوية وتزايد القلق الاقتصادي بين المواطنين. ومع ذلك، هناك أيضًا فرص متاحة لتحقيق النجاح، مثل التركيز على الاستثمار في البنية التحتية والطاقة المتجددة والتعليم.
يرى مراقبون سياسيون أن تصريحات نيوسوم تعكس جهدًا داخل الحزب الديمقراطي لإعادة تقييم استراتيجيته وتكييفها مع الواقع المتغير. ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة نقاشات حادة حول أفضل طريقة للمضي قدمًا.
من المقرر أن يُعقد اجتماع للجنة الوطنية الديمقراطية في أوائل العام المقبل لمناقشة هذه القضايا وتحديد الخطوات التالية. وسيركز الاجتماع على صياغة استراتيجية انتخابية جديدة تأخذ في الاعتبار التحديات والفرص المتاحة. يبقى أن نرى ما إذا كان الحزب الديمقراطي سيتمكن من الاستجابة لهذه التحديات وإعادة بناء قاعدته الشعبية.
