واصل سوق الأسهم السعودية هبوطه في بداية تعاملات شهر ديسمبر، حيث تعرض المؤشر العام “تاسي” لضغوط بيعية متزايدة. يأتي هذا الانخفاض على الرغم من تقييمات السوق الجذابة حاليًا، وفقًا لعدد من المحللين الماليين، مما يثير تساؤلات حول أسباب استمرار هذا الاتجاه السلبي وتأثيره على المستثمرين.

شهد المؤشر العام “تاسي” أكبر خسارة شهرية له منذ يونيو 2022 في شهر نوفمبر الماضي، مما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين. هذا التردد في الدخول في صفقات شراء جديدة، بالإضافة إلى ضعف السيولة، ساهم في استمرار الضغوط على المؤشر في الجلسات الأخيرة.

تراجع المؤشر العام وتأثير الأسهم القيادية على سوق الأسهم السعودية

اختتم المؤشر العام “تاسي” تعاملات اليوم الإثنين على انخفاض، مسجلاً 10543 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 16 سبتمبر الماضي. هذا الانخفاض يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على السوق.

ساهمت أسهم الشركات القيادية بشكل كبير في هذا التراجع، وعلى رأسها “أرامكو” و”مصرف الراجحي” اللذان يعتبران أكبر أسهم من حيث الوزن النسبي في المؤشر. كما انخفضت أسهم “البنك الأهلي” و”أكوا باور”، في حين شهد سهم “سابك” أداءً إيجابيًا وارتفع.

بلغت قيمة التداولات الإجمالية في السوق 3.6 مليار ريال سعودي، وهو ما يشير إلى استمرار ضعف حجم السيولة المتداولة.

تحليل فني وتوقعات مستقبلية

يرى المحلل المالي محمد زيدان أن بقاء المؤشر العام دون مستوى 10750 نقطة يشير إلى احتمالية استمرار الهبوط. ويضيف أن الإغلاق دون مستوى 10250 نقطة قد يعزز هذا الاتجاه السلبي.

من جانبه، يرى ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول، أن السوق وصلت إلى تقييمات جيدة مقارنة بالتوزيعات النقدية وأرباح الشركات، مما قد يجذب المستثمرين على المدى الطويل.

أسباب ضعف السيولة في سوق الأسهم السعودية

يعزو المحللون ضعف السيولة في السوق إلى عدة عوامل متزامنة. من بين هذه العوامل، الاكتتابات الأولية المتعددة التي تشهدها السوق حاليًا، والتي قد تستقطب جزءًا من السيولة المتاحة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حالة من الضبابية تحيط بقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، مما يزيد من حالة التردد لدى المستثمرين.

يشير محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في “أرباح المالية”، إلى أن توجيه المستثمرين السعوديين لسيولة نحو السوق الأميركية قد يكون له تأثير أيضًا على حجم التداولات في السوق المحلية.

ومع ذلك، يضيف الفراج أن موسم العطلات في الأسواق الأميركية قد يشهد عودة بعض الأموال إلى السوق السعودية، خاصة من المستثمرين الأفراد، بالإضافة إلى عودة المؤسسات الاستثمارية للتمركز في السوق مع تحسن التقييمات.

طرح “شري للتجارة” وتوقعات الاكتتابات القادمة

بدأ تداول أسهم شركة “شري للتجارة” في السوق الرئيسية اليوم بسعر إدراج 28 ريالاً، بعد جمع الشركة نحو 252 مليون ريال من طرح 30% من أسهمها.

شهد سهم الشركة انخفاضًا طفيفًا بنهاية الجلسة، حيث أغلق عند 26.4 ريال. ويعتبر هذا الأداء طبيعيًا في ظل تراجع السوق العام، وفقًا لما ذكره الخالدي.

وأضاف الخالدي أن الشركات المطروحة مؤخرًا تتمتع بمعدلات نمو جيدة وتقييم منخفض، مما يجعلها فرصة استثمارية جيدة للمستثمرين على المدى الطويل.

تستعد السوق أيضًا لاستقبال سهم “المسار الشامل” للتعليم غدًا، بعد أن استقطبت طلبات اكتتاب بقيمة 61.6 مليار ريال من المؤسسات الاستثمارية لحصة 30%. وقد حددت الشركة السعر النهائي لأسهم الطرح عند الحد الأعلى البالغ 19.5 ريال.

من المتوقع أن يستمر سوق الأسهم السعودية في التذبذب خلال الفترة القادمة، مع مراقبة تطورات أسعار الفائدة العالمية، وأداء الشركات المطروحة حديثًا، وحجم السيولة المتداولة. سيراقب المستثمرون أيضًا أداء أسهم الشركات الكبرى وتأثير ذلك على المؤشر العام.

شاركها.