:
صرّحت نجمة التنس الأمريكية، سيرينا ويليامز، البالغة من العمر 44 عامًا، بأنها تستطيع الآن تخصيص وقت أكبر لطفليها بفضل العمل الجاد الذي بذلته في بداية مسيرتها المهنية. وأكدت ويليامز، الحائزة على 23 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى، على أهمية الاستثمار المبكر في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مشيرةً إلى أن هذا التوازن يمكّنها من إعطاء الأولوية لأمومتها. هذا التصريح يلقي الضوء على التحديات التي تواجه الأمهات العاملات وأهمية التخطيط المسبق لتحقيق طموحاتهن المهنية والشخصية.
سيرينا ويليامز والأمومة: تحقيق التوازن بعد مسيرة مهنية حافلة
بدأت سيرينا ويليامز مسيرتها الرياضية في سن مبكرة، واحترفت في عام 1995 عندما كانت تبلغ من العمر 15 عامًا. حققت نجاحات باهرة في عالم التنس، وتعتبر واحدة من أعظم لاعبات التنس على الإطلاق. تقاعدت سيرينا من اللعبة في عام 2022 بعد مسيرة مهنية استمرت لأكثر من عقدين وشهدت تتويجها بالعديد من الألقاب والجوائز.
تزوجت ويليامز من أليكسيس أوهانيان، المؤسس المشارك لـ Reddit، في عام 2017 ولديهما ابنتان، أولمبيا وأديرا. وقد أوضحت سيرينا أنها حرصت على قضاء أكبر وقت ممكن مع ابنتها أولمبيا في سنواتها الأولى، حيث لم تغادرها حتى بلغت الخامسة من عمرها، وهو أمر اعترفت بأنه قد يكون مفرطًا.
العمل والحياة الشخصية: رؤية جديدة
بالإضافة إلى مسؤولياتها كأم، تشغل ويليامز منصبًا قياديًا في شركة Serena Ventures للاستثمار الجريء. وتقول إنها تعمل جاهدة لتحقيق التوازن بين هذه المسؤوليات وبين وقتها مع عائلتها. وتؤكد سيرينا أن لديها القدرة على تخصيص 29 ليلة في الشهر لعائلتها، وتسافر أحيانًا إلى مدن أخرى لإنجاز مهامها ثم تعود لتناول العشاء معهم.
في مقابلة مع Net-A-Porter، عبّرت ويليامز عن امتنانها للعمل الشاق الذي قامت به في بداية حياتها المهنية، والذي مكّنها من الاستمتاع بالأمومة بشكل كامل الآن. وقالت إنها تشعر بالثقة في قدرتها على إعطاء الأولوية لأطفالها وأنها محظوظة بفرصة القيام بذلك. هذه التصريحات تعكس تحولًا في أولويات ويليامز بعد اعتزالها التنس الاحترافي.
وعلى الرغم من جدولها المزدحم، تؤكد ويليامز على أهمية الطهي ليلاً وقضاء الوقت مع العائلة. وتشير إلى أن العمل التطوعي في مدرسة ابنتها يمنحها سعادة أكبر من الفوز ببطولة ويمبلدون. هذا يشير إلى تغير في مفهوم النجاح بالنسبة لها، وتحول تركيزها نحو الحياة العائلية والمسؤوليات الاجتماعية.
في تصريحات سابقة لـ Business Insider في أبريل 2022، تحدثت ويليامز عن شعورها بالذنب عندما تخصص وقتًا لنفسها بعيدًا عن أطفالها، وهو ما يعرف بـ “ذنب الأم”. وقالت إنها تحاول إيجاد طريقة لتحقيق التوازن بين احتياجاتها واحتياجات عائلتها، لكنها في بعض الأحيان تشعر بأنها تهمل نفسها. هذا يعكس الواقع المعقد الذي تواجهه العديد من الأمهات العاملات في محاولة تحقيق التوازن بين الأدوار المختلفة.
وتعتبر قصة سيرينا ويليامز مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي يسعين إلى تحقيق النجاح في حياتهن المهنية والشخصية. إنها تظهر أنه من الممكن الجمع بين الطموح المهني والأمومة، وأن الاستثمار المبكر في تحقيق التوازن يمكن أن يؤدي إلى حياة أكثر سعادة وإشباعًا. كما أنها تسلط الضوء على أهمية الدعم العائلي والمجتمعي في مساعدة الأمهات العاملات على النجاح. تعتبر تربية الأطفال تحديًا كبيرًا، ولكنها أيضًا مصدرًا للبهجة والرضا.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بقضايا المساواة بين الجنسين ودعم الأمهات العاملات. وتشير إلى أن مفهوم النجاح يتغير، وأن السعادة والرضا الشخصي أصبحا أكثر أهمية من الإنجازات المهنية وحدها. من المتوقع أن تستمر سيرينا ويليامز في استخدام نفوذها ومنصتها للتحدث عن هذه القضايا الهامة.
في المستقبل القريب، من المرجح أن تشهد شركة Serena Ventures المزيد من النمو والتوسع في مجالات الاستثمار المختلفة. كما من المتوقع أن تواصل ويليامز مشاركة تجاربها ونصائحها حول الأمومة والعمل من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وسيبقى التوازن بين حياتها المهنية والشخصية محورًا رئيسيًا لاهتمام وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء، خاصة مع نمو ابنتيها. ما ستظهره السنوات القادمة من إشكال جديدة لهذا التوازن يظل محط ترقب.
