ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في بداية الأسبوع، مدفوعة بتوقف عمليات التحميل من خط أنابيب كازاخستان-روسيا الحيوي، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة في مناطق رئيسية لإنتاج النفط. يأتي هذا الارتفاع في وقت كانت فيه السوق تتجه نحو توقعات بزيادة المعروض، مما يعكس تعقيد العوامل المؤثرة على أسعار الطاقة العالمية.

وصعد خام برنت إلى 63.17 دولارًا للبرميل، بينما تجاوز خام غرب تكساس الوسيط حاجز 59 دولارًا، وذلك بعد توقف خط الأنابيب الذي ينقل غالبية صادرات كازاخستان من الخام، والتي تبلغ حوالي 1.6 مليون برميل يوميًا. وقد أدى تضرر أحد مراسي التحميل في البحر الأسود، نتيجة هجمات يُعتقد أنها أوكرانية، إلى هذا التوقف المفاجئ.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه سوق النفط العالمي حالة من عدم اليقين. وفقًا لبيانات مجموعة “بريدجتون” للأبحاث، كان مستشارو تداول السلع يميلون إلى مراكز بيع بنسبة 90% يوم الاثنين، مما يشير إلى توقعات سلبية. ومع ذلك، فإن الهجمات على البنية التحتية النفطية، بالإضافة إلى التوترات في فنزويلا، أضافت عوامل صعودية للأسعار.

الأضرار التي لحقت بخط الأنابيب الكازاخستاني

أفادت شبكة خطوط أنابيب قزوين بأن المرسى المتضرر تعرض لأضرار جسيمة، مما يجعل استئناف العمليات مستحيلاً في الوقت الحالي. ولم تصدر أوكرانيا أي تعليق رسمي على الحادث، لكنها أكدت تنفيذ هجمات على مصفاة نفط وناقلات نفط خلال عطلة نهاية الأسبوع، كجزء من استراتيجيتها المتصاعدة لاستهداف الأهداف النفطية الروسية.

فنزويلا والتهديدات العسكرية المحتملة

بالتزامن مع ذلك، حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من إمكانية اعتبار المجال الجوي الفنزويلي مغلقًا، مما أثار مخاوف بشأن التدخل العسكري المحتمل. ومن المقرر أن يعقد البيت الأبيض اجتماعًا لمناقشة الخطوات التالية بشأن فنزويلا، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق. هذه التطورات تذكر بالسوق بتأثير الأحداث الجيوسياسية على إمدادات النفط.

ويرى وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في مجموعة “آي إن جي” في سنغافورة، أن المخاطر المستمرة المتعلقة بالإمدادات تعني أن انعكاس الأساسيات السلبية على الأسعار سيستغرق وقتًا أطول. على الرغم من توقعات فائض في المعروض، فإن التوترات الجيوسياسية تمنع انخفاض الأسعار بشكل كبير.

قرار أوبك+ وتأثيره على السوق

في غضون ذلك، أكد تحالف “أوبك+”، بقيادة السعودية وروسيا، على خطته لتجميد زيادات الإنتاج في الربع الأول من العام المقبل. وبرر التحالف هذا القرار بضعف الظروف الموسمية في السوق، بهدف دعم أسعار النفط. هذا القرار يهدف إلى موازنة العرض والطلب في ظل التوقعات بفائض محتمل.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات أخرى في سوق الطاقة، مثل زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وتأثير العقوبات على إيران وفنزويلا. تعتبر هذه العوامل الثانوكية ذات أهمية في تحديد مسار أسعار النفط على المدى القصير والمتوسط.

تتجه الأنظار الآن نحو اجتماع البيت الأبيض لمناقشة فنزويلا، وتقييم الأضرار التي لحقت بخط أنابيب كازاخستان، ومراقبة أي تصعيد إضافي في الصراع الأوكراني. من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في التذبذب في المدى القصير، مع بقاء المخاطر الجيوسياسية كعامل رئيسي يؤثر على السوق. سيراقب المحللون عن كثب بيانات المخزونات الأمريكية الأسبوعية، بالإضافة إلى أي إعلانات جديدة من أوبك+، لتقييم الاتجاه المستقبلي لأسعار الطاقة.

شاركها.