يشهد حدث الجمعة السوداء هذا العام تحولاً ملحوظاً عن التركيز التقليدي على الخصومات الكبيرة. يبدو أن المنافسة بين تجار التجزئة أصبحت الآن تدور حول الهدايا التكميلية التي يقدمونها لعملائهم الأكثر ولاءً، بدلاً من مجرد توفير أسعار منخفضة على المنتجات، مما أثار ردود فعل متباينة حول قيمة هذه العروض. هذه التغييرات في استراتيجيات الجمعة السوداء تعكس محاولات الشركات لجذب العملاء إلى المتاجر الفعلية.
شهدت متاجر “تارغت” إقبالاً كبيراً من المتسوقين، حيث بدأ البعض في التوافد إليها في الساعة الثالثة صباحاً بالتوقيت المحلي. ووعدت الشركة بإهداء حقائب هدايا مجانية للعملاء الأوائل عند افتتاح المتاجر في الساعة السادسة صباحاً، مما أدى إلى تشكيل طوابير طويلة. تشير هذه الخطوة إلى محاولة من “تارغت” لإعادة إحياء تجربة التسوق التقليدية.
تراجع قيمة الهدايا في “تارغت” وإقبال متزايد على عروض “لووز”
على الرغم من الإقبال على حقائب الهدايا، عبر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن خيبة أملهم بشأن محتوياتها. اشتملت الحقائب على عناصر مثل الحلوى الصغيرة، وعينات مشروبات، وعبوات شامبو، وحزمة أوراق لعب “أونو”. وصف أحد مستخدمي تطبيق “تيك توك” هذه الهدايا بأنها “غير لائقة” بالنظر إلى الانتظار الطويل في الطقس البارد.
ردت “تارغت” على الانتقادات بالإشارة إلى أن جميع الحقائب قد تم توزيعها بحلول الساعة السادسة صباحاً، وأن بعض المتاجر قد ضمت ما يصل إلى 500 شخص في الطابور. وأضافت الشركة أن 10 متسوقين في كل متجر مشارك تلقوا حقائب تحتوي على جوائز إضافية تتراوح قيمتها بين 99 دولاراً و 350 دولاراً.
هدايا إضافية من “تارغت”
تضمنت الجوائز الإضافية بطاقات هدايا من “تارغت”، ومجففات شعر “Laifen”، وآلات صنع الشراب المثلج “Ninja”، وسماعات رأس “Beats”. هذه الهدايا القيمة كانت بمثابة مفاجأة سارة لعدد قليل من المحظوظين.
تأتي هذه الجهود من “تارغت” في إطار سعي أوسع لاستقطاب المتسوقين مرة أخرى إلى متاجرها، وتحسين المبيعات والربحية. وقد استضافت الشركة مؤخراً إصداراً خاصاً لأحدث ألبوم للمغنية تايلور سويفت، بالإضافة إلى تجهيزات احتفالية لموسم الأعياد. يعكس ذلك تحولاً نحو التركيز على التجارب المميزة لجذب العملاء.
وفي المقابل، حظيت متاجر “لووز” لإصلاح المنازل بإشادة واسعة النطاق لتقديمها دلاء خماسية الجالون مليئة بإمدادات البناء للمتسوقين الذين أسرعوا في الوصول إليها. إضافةً إلى ذلك، حصل بعض الفائزين بـ “تذاكر ذهبية” على قسائم شراء لأجهزة منزلية بقيمة تصل إلى 2000 دولار. يوضح هذا التباين في العروض كيف تختلف شركات التجزئة في استراتيجياتها لجذب العملاء خلال موسم التسوق.
أشاد العديد من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي بعرض “لووز”، واصفين إياه بأنه أفضل بكثير من حقائب “تارغت”. أشار أحد المعلقين إلى أن “دلاء لووز” تبدو وكأنها “هدايا عيد ميلاد للأطفال”، مقارنةً بالهدايا الصغيرة في “تارغت”. ويرى البعض أن “لووز” نجحت في استهداف جيل الألفية من خلال تقديم هدايا تذكرهم بذكريات الطفولة.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه قطاع البيع بالتجزئة تحولات كبيرة بسبب التغيرات في سلوك المستهلك وتزايد المنافسة. يستعد مايكل فيدلكي، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة “تارغت”، لإعطاء الأولوية لتحسين تجربة التسوق. كما تزداد أهمية عروض الشراء عبر الإنترنت، مما يدفع تجار التجزئة إلى إيجاد طرق مبتكرة لتمييز أنفسهم.
من المتوقع أن يستمر التركيز على الهدايا والعروض الخاصة في السنوات القادمة، حيث تسعى الشركات إلى بناء علاقات أقوى مع عملائها. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الاستراتيجيات ستنجح في زيادة المبيعات وتحسين الربحية على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن ردود الفعل الأولية تشير إلى أن العملاء يقدرون بشكل متزايد التجارب المخصصة والمكافآت التي تتجاوز مجرد الخصومات على الأسعار.
