أعلنت شركة أومنيكوم، عملاق وكالات الإعلان، عن إتمام عملية الاندماج الضخمة مع مجموعة إنتربابليك جروب بقيمة 9 مليارات دولار الأسبوع الماضي. من المتوقع أن يؤدي هذا الاندماج إلى تغييرات كبيرة في هيكل الصناعة، بما في ذلك تسريح العمال، وذلك في سياق سعي الشركات لتحقيق “التآزر” وخفض التكاليف في قطاع الإعلان.
صرح الرئيس التنفيذي لأومنيكوم، جون ورين، في مقابلات إعلامية يوم الاثنين أن العدد الإجمالي لعمليات التسريح المرتبطة بالاندماج من المرجح أن يصل إلى 4000 موظف، مع تنفيذ غالبية هذه التسريحات بحلول نهاية شهر ديسمبر. أكدت متحدثة رسمية هذا الرقم، مما يشير إلى أن عملية إعادة الهيكلة تسير وفقًا للخطة المرسومة.
تداعيات اندماج أومنيكوم وانتربابليك في قطاع الإعلان
يمثل هذا الاندماج لحظة محورية في عالم وكالات الإعلان، حيث يخلق كيانًا جديدًا يتربع على عرش أكبر مجموعة وكالات إعلانية في العالم. تجمع الشركة الجديدة بين موارد وقدرات الشركتين، مما يمنحها نفوذًا أكبر في المفاوضات مع الشركات الإعلامية ومنصات التكنولوجيا. تتجاوز الإيرادات السنوية المجمعة للشركة 25 مليار دولار، وهو ما يعكس حجمها الهائل وتأثيرها المحتمل.
بدأت شركة إنتربابليك جروب بالفعل في تقليص عدد موظفيها، حيث قامت بتسريح 3200 وظيفة. وشهدت أومنيكوم أيضًا تخفيضات في القوى العاملة، حيث تم إلغاء حوالي 3000 وظيفة. وكانت أومنيكوم قد حددت هدفًا لتحقيق “تآزر في التكاليف” بقيمة 750 مليون دولار مرتبط بالاندماج.
تغييرات هيكلية وتأثير العلامات التجارية
بالإضافة إلى التسريحات، سيؤدي الاندماج إلى تغييرات كبيرة في العلامات التجارية. من المتوقع أن تتوقف وكالات الإبداع الشهيرة مثل DDB و FCB و MullenLowe عن العمل ككيانات منفصلة. ستعمل وكالات الإعلانات الجديدة تحت ثلاثة شبكات رئيسية: BBDO و TBWA و McCann.
أعلنت أومنيكوم عن هيكلها التنظيمي الجديد الذي يتكون من عدة أقسام رئيسية. وتشمل هذه الأقسام: أومنيكوم للإعلام، وأومنيكوم للعلاقات العامة، وأومنيكوم للإنتاج، وشبكة أومني و Flywheel للتجارة، وأومنيكوم للإعلانات (الشبكات الإبداعية)، والخدمات الوكالية المتنوعة.
زيادة الكفاءة والمنافسة في السوق
يعتقد المحللون أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الاندماج هو الرغبة في تحسين الكفاءة التشغيلية. من خلال دمج الأنظمة وتبسيط العمليات، تأمل أومنيكوم في تقليل التكاليف وزيادة الربحية. كما أن الاندماج يعزز من قدرة الشركة على التفاوض على صفقات أفضل مع موردي الإعلانات، مما يفيد عملائها من العلامات التجارية الكبرى.
صرح براين ويزر من Madison and Wall، وهي شركة استشارية، أن نجاح أومنيكوم في إدارة هذا التحول، سواءً من حيث الموظفين أو العملاء، سيحدد ما إذا كانت العديد من عقود الإعلانات ستخضع للمراجعة أم لا. وهذا يشير إلى أن هناك فترة من عدم اليقين تنتظر العملاء، حيث من المحتمل أن يقوموا بتقييم خياراتهم في ضوء التغييرات الجارية.
يأتي هذا الاندماج في وقت يشهد فيه قطاع التسويق تحولاً سريعًا. وتواجه وكالات الإعلان ضغوطًا متزايدة لتقديم حلول مبتكرة ومتكاملة لعملائها، مع التركيز بشكل خاص على التسويق الرقمي و تحسين محركات البحث. كما أن التغييرات في سلوك المستهلكين، وظهور تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، تتطلب من الوكالات التكيف باستمرار.
إضافة إلى ذلك، شهدت صناعة الإعلان العام الماضي تحولات هيكلية كبيرة، مع زيادة التركيز على البيانات والتحليلات لتقديم حملات إعلانية أكثر استهدافًا وفعالية. والآن، تبرز هذه الخطوة كجزء من اتجاه أوسع نحو دمج وتحالف الشركات الكبرى في هذا المجال.
من المتوقع أن تستمر عملية دمج العمليات والأنظمة في أومنيكوم-إنتربابليك خلال الأشهر القادمة. سيراقب المراقبون عن كثب التأثير الفعلي لعمليات التسريح على معنويات الموظفين وجودة الخدمة. كما ستكون المراقبة موجهة نحو ردود أفعال العملاء، وما إذا كانوا سيختارون البقاء مع الشركة الجديدة أو البحث عن بدائل.
