تعتبر مجمع تشايان الجبلي، وهو منشأة عسكرية سرية تقع في أعماق جبل في كولورادو، بمثابة بقايا من حقبة الحرب الباردة. تم بناء هذا المجمع على عمق 2000 قدم داخل جبل تشايان، وهو مصمم لتحمل انفجارًا نوويًا بقوة 30 ميغاطن، وهو ما يعادل حوالي 2000 ضعف قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، وفقًا لما ذكرته صحيفة الغارديان.
بدأ بناء المجمع في عام 1961، ويقع على بعد حوالي 16 كيلومترًا من وسط كولورادو سبرينغز. اليوم، لا يزال المجمع يعمل كمركز قيادة احتياطي للقيادة الشمالية الأمريكية للدفاع الجوي الفضائي (NORAD) والقيادة الشمالية الأمريكية (USNORTHCOM).
أهمية مجمع تشايان الجبلي خلال الحرب الباردة
تم تصميم مجمع تشايان الجبلي في الأصل كخط دفاع أول ضد القاذفات السوفيتية بعيدة المدى. طوال العقود اللاحقة، استضاف المجمع عمليات لكل من NORAD والقيادة الاستراتيجية الأمريكية (USSTRATCOM) والقيادة الفضائية الأمريكية (AFSPC).
عمل الضباط داخل الجبل على مدار الساعة لمراقبة إطلاق الصواريخ والقاذفات السوفيتية والمركبات الفضائية المحتملة. كان المجمع بمثابة مركز عمليات رئيسي خلال الحرب الباردة، حيث قدم تحذيرًا مبكرًا من الهجمات المحتملة.
التصميم الهندسي للمجمع
يغطي المجمع أكثر من 4 أفدنة داخل الجبل، ويتكون من 15 مبنى تحت الأرض. تم حفر أكثر من 693000 طن من الجرانيت لبناء المجمع، وهو ما يعادل تقريبًا ضعف وزن مبنى الإمباير ستيت.
تم تركيب المباني على أكثر من 1300 نابض فولاذي مصمم لامتصاص الصدمات الناتجة عن الزلازل أو الانفجارات النووية. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي المجمع على أكثر من 3.8 مليون لتر من المياه و 1.9 مليون لتر من الديزل، وأنظمة ترشيح هواء متطورة، ومخزون غذائي كافٍ لضمان استقلاليته لعدة أسابيع.
مجمع تشايان الجبلي اليوم: دور متطور
على الرغم من أن العمليات الأساسية لـ NORAD انتقلت إلى قاعدة بترسون للفضاء في عام 2006، إلا أن مجمع تشايان الجبلي لا يزال يعمل كمركز قيادة احتياطي وموقع تدريب. تستخدم القيادة الشمالية الأمريكية (USNORTHCOM) حاليًا حوالي 30٪ من مساحة المجمع، بينما يمثل موظفوها 5٪ من إجمالي عدد السكان اليومي داخل الجبل.
يتم تشغيل المجمع الآن من قبل القوات الفضائية الأمريكية، ويراقب المسؤولون الحكوميون باستمرار السماء بحثًا عن تهديدات نووية، واختبارات الصواريخ، وإطلاق المركبات الفضائية، وأي نشاط فضائي مشبوه.
يُعرف المجمع أيضًا بوجود فرع لمطعم Subway بداخله، والذي يُشار إليه على أنه “أكثر فروع Subway أمانًا في العالم”.
الإجراءات الأمنية المتطورة
تم تصميم مجمع تشايان الجبلي لتحمل مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الهجمات النووية والكهرومغناطيسية والهجمات الإلكترونية والبيولوجية. تحتوي المنشأة على أبواب فولاذية ضخمة تزن 23 طنًا وسمكها 3 أقدام، والتي يمكنها إغلاق المجمع في غضون 20 ثانية في حالة الطوارئ.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد اتصالات إلكترونية خارجية داخل المجمع، ويستخدم الموظفون عمليات الدفاع السيبراني للكشف عن محاولات التسلل ومنعها.
مع استمرار التوترات الجيوسياسية في التصاعد، من المرجح أن يظل مجمع تشايان الجبلي جزءًا مهمًا من البنية التحتية للدفاع عن أمريكا الشمالية. من المتوقع أن تستمر القوات الفضائية الأمريكية في الاستثمار في تحديث وصيانة المجمع لضمان استعداده لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.