:

عاد الذهبليستقر اليوم، مسجلاً تراجعاً طفيفاً بعد فترة من التقلبات، وذلك مع ترقب المستثمرين لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. تشير التوقعات الحالية إلى زيادة الاحتمالات لخفض سعر الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، وهو ما يدعم أسعار المعادن الثمينة.

جاء هذا التراجع الطفيف بعد الإقبال الذي شهده الذهب في الجلسة السابقة، حيث يقوم المستثمرون بإعادة تقييم توقعاتهم فيما يتعلق بالسياسة النقدية الأمريكية. وانخفض سعر الذهب الفوري بشكل هامشي، في حين شهدت العقود الآجلة تباطؤاً أيضاً، بالتزامن مع عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.

سوق الذهب: بين التقلبات وترقب خفض الفائدة

شهد الذهب تقلبات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، حيث لامس قمة تاريخية ثم تراجع بنسبة 5% تقريباً، لكنه ظل صامداً فوق مستوى 4,000 دولار للأونصة. يرى المحللون أن السوق لا تزال في طور الاستقرار بعد هذه التقلبات، وأن تأثيرها لم يتبدد بالكامل بعد.

ومع ذلك، أظهرت بيانات أداة سي أم إي لمراقبة توقعات الفائدة قفزة كبيرة في الاحتمالات المتوقعة لخفض الفائدة في ديسمبر، لتصل إلى 85% مقارنة بـ 30% فقط في الأسبوع الماضي. يعكس هذا التحول المتزايد قناعة المستثمرين بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في تخفيف السياسة النقدية في أقرب وقت ممكن.

عوامل تدعم أسعار الذهب

على الرغم من التراجع الأخير، لا تزال هناك عوامل جوهرية تدعم أسعار الذهب. تشمل هذه العوامل تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، واحتمال ضعف الدولار الأمريكي، وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي.

بالإضافة إلى ذلك، تواصل البنوك المركزية حول العالم عمليات الشراء من الذهب، مما يوفر دعماً هيكلياً قوياً للمعدن. تعد مشتريات البنوك المركزية مؤشراً مهماً على الثقة في الذهب كأصل احتياطي على المدى الطويل.

تزيد التصريحات المتضاربة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من حالة التردد لدى المستثمرين، لكن تصريحات رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي والعضو كريستوفر والر مؤخراً عززت التوقعات بحدوث تخفيض للفائدة.

تأثير التوقعات على أسعار المعادن الأخرى

لم يقتصر تأثير التوقعات بخصوص أسعار الفائدة على الذهب وحده، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى. ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم بشكل ملحوظ، مما يعكس تزايد الثقة في قطاع المعادن بشكل عام.

صعدت الفضة الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 53.24 دولاراً للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1,599.10 دولار. وزاد سعر البلاديوم أيضاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 1,425.79 دولار.

الاستثمار في المعادن الثمينة

يعتبر الذهب ملاذاً آمناً تقليدياً، حيث يميل المستثمرون إلى اللجوء إليه في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية. كما أن الذهب يعتبر أداة تحوط ضد التضخم، حيث يحافظ على قيمته في ظل ارتفاع الأسعار.

بالنظر إلى أن الذهب لا يدر عائداً، فإنه يستفيد من انخفاض أسعار الفائدة، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به. لذلك، فإن أي زيادة في احتمالات خفض الفائدة قد تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع في الأسابيع المقبلة.

في الختام، من المتوقع أن يستمر التركيز على بيانات الاقتصاد الأمريكي وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في تحديد مسار أسعار الذهب. يجب على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية. من المنتظر أن يعقد البنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماعاً في ديسمبر لتقييم الوضع الاقتصادي واتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة.

شاركها.