شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا يوم الأربعاء، مدفوعة بتزايد التوقعات بشأن قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في ديسمبر. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت المؤشرات الإيجابية المتعلقة بمفاوضات السلام الأوكرانية في تعزيز الثقة في الأسواق. ويترقب المستثمرون الآن إعلان الميزانية البريطانية، التي من المتوقع أن تتضمن إجراءات تقشفية وزيادات ضريبية. هذا الارتفاع في الأسهم الأوروبية يعكس تحولًا في معنويات المستثمرين بعد فترة من عدم اليقين.
أداء الأسهم الأوروبية وتأثير السياسات النقدية
ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.4% ليصل إلى 570.25 نقطة في الساعة 08:07 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل مكاسب قوية يوم الثلاثاء. يعكس هذا الأداء العام تحسنًا في الشهية للمخاطرة لدى المستثمرين. وتعد البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة الأخيرة، بما في ذلك تباطؤ نمو التوظيف، المحرك الرئيسي لتوقع خفض أسعار الفائدة.
صعدت أيضًا المؤشرات الرئيسية في كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. فقد ارتفع مؤشرا داكس الألماني وكاك الفرنسي بنسبة 0.5% لكل منهما، بينما زاد مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.2% قبل الكشف عن تفاصيل الميزانية الخريفية. الميزانية البريطانية، التي تقدمها وزيرة المالية راشيل ريفز، من المتوقع أن تتضمن زيادات ضريبية كبيرة بهدف معالجة العجز في الميزانية.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يواجه ضغوطًا متزايدة لتعديل سياسته النقدية. تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، في محاولة لتحفيز النمو الاقتصادي. هذه الخطوة قد تعزز الاستثمار في الأسواق العالمية، بما في ذلك الأسواق الأوروبية.
التقدم في مفاوضات السلام الأوكرانية
ساهمت الأنباء المتعلقة بالتقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في تحسين الأجواء العامة في الأسواق. وقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه مستعد لمناقشة إطار عمل مدعوم من الولايات المتحدة بهدف إنهاء الحرب. أي تسوية سياسية تقلل من التصعيد في أوكرانيا ستنظر إليها الأسواق بشكل إيجابي.
قطاعات الأسهم الرابحة والخاسرة
شهد قطاع الدفاع ارتفاعًا ملحوظًا خلال الجلسة، حيث ارتفع المؤشر العام للقطاع بنسبة 0.8%. ويرجع ذلك جزئيًا إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة وزيادة الإنفاق العسكري. في المقابل، شهدت بعض القطاعات الأخرى ضغوطًا بيعية طفيفة.
من بين الأسهم الفردية، تصدرت أسهم شركة بوما الألمانية قائمة الرابحين، بارتفاع قدره 1.9% بعد إعلان منافستها الأمريكية Urban Outfitters عن نتائج إيرادات فصلية تجاوزت التوقعات. هذا الأداء القوي لـ Urban Outfitters أثار التفاؤل بشأن مستقبل قطاع الملابس الرياضية. تشهد أسهم شركات التكنولوجيا أيضًا اهتمامًا متزايدًا، مع توقعات بتحسين الأداء في الربع القادم.
تأثرت أسواق العملات أيضًا بالتطورات الأخيرة، حيث انخفضت قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى. هذا الانخفاض يعزى إلى تراجع العائد على السندات الأمريكية وتوقعات خفض أسعار الفائدة. في المقابل، ارتفعت قيمة اليورو والجنيه الإسترليني.
وتستعد البنوك المركزية الأوروبية لاتخاذ قراراتها الخاصة بشأن السياسة النقدية. من المتوقع أن يدرس البنك المركزي الأوروبي تأثير التطورات في الولايات المتحدة وأوكرانيا قبل اتخاذ أي إجراءات. يواجه البنك المركزي الأوروبي تحديًا يتمثل في تحقيق التوازن بين مكافحة التضخم ودعم النمو الاقتصادي.
نظرة مستقبلية
سيراقب المستثمرون عن كثب إعلان الميزانية البريطانية في وقت لاحق اليوم، حيث من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، ستكون بيانات التضخم والتوظيف في منطقة اليورو، المقرر إعلانها الأسبوع المقبل، محط أنظار المتابعين. في الولايات المتحدة، سينتظر السوق بقلق اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، حيث سيتم اتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة. يبقى مستقبل الاستثمار في الأسهم الأوروبية غير مؤكدًا ويتوقف على التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية.
تعتبر الأسواق المالية شديدة الحساسية للتغييرات في السياسات النقدية والتوترات الجيوسياسية، لذا من المهم للمستثمرين البقاء على اطلاع دائم والتكيف مع الظروف المتغيرة. (رويترز)
