شهدت سوق العقارات في الولايات المتحدة مؤخرًا اهتمامًا متزايدًا ببرامج الحوافز الحكومية والمحلية التي تهدف إلى تشجيع شراء المنازل، خاصةً بين الشباب وأصحاب الدخل المحدود. تستفيد كورتني تيرنر، وهي خبيرة رهن عقاري، من هذه الحوافز في بالتيمور بولاية ماريلاند، بعد انتقالها من تالسا أوكلاهوما، لتثبت أن امتلاك منزل أصبح ممكنًا للعديد من خلال التخطيط الذكي والاستفادة من الفرص المتاحة. شراء منزل هو حلم يراود الكثيرين، وهذه القصة تسلط الضوء على كيفية تحقيقه.

انتقلت تيرنر إلى تالسا في عام 2022 بفضل برنامج “Tulsa Remote”، الذي يقدم 10 آلاف دولار للأفراد الذين ينتقلون للعيش والعمل عن بعد في المدينة. بعد عام من الإقامة في تالسا، قررت تيرنر البحث عن فرصة أفضل تتناسب مع أهدافها الشخصية والمهنية، مما دفعها إلى التفكير في الانتقال إلى بالتيمور.

برامج حوافز امتلاك المنازل في ماريلاند

أدركت تيرنر أن هناك العديد من البرامج المتاحة لمساعدة المشترين لأول مرة على امتلاك المنازل، خاصة في ولاية ماريلاند. وقد اكتشفت برنامج “Maryland SmartBuy”، الذي يقدم مساعدة مالية لسداد قروض الطلاب مقابل شراء منزل في الولاية. بالإضافة إلى ذلك، استفادت من برنامج “Live Baltimore”، الذي يوفر منحًا مالية للمشترين لأول مرة في المدينة.

حصلت تيرنر على منحة قدرها 10 آلاف دولار من خلال برنامج “Live Baltimore” ومنحة إضافية قدرها 5 آلاف دولار من خلال “Trolley Tour Lottery”، وكلاهما ساهم في تغطية تكاليف شراء منزلها في بالتيمور. وقد اشترت تيرنر منزلًا بمساحة 1160 قدمًا مربعًا، بالإضافة إلى قبو، مقابل 200 ألف دولار.

تكاليف المعيشة ومقارنتها

في تالسا، كانت تيرنر تدفع إيجارًا شهريًا قدره 1085 دولارًا مقابل شقة بغرفتي نوم في منطقة جيدة. ومع ذلك، وجدت أن تكلفة المعيشة في بالتيمور أكثر جاذبية، وأن المدينة تقدم نمط حياة أكثر حيوية وتنوعًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن امتلاك منزل يوفر لها شعورًا بالأمان والاستقرار لم تكن تتمتع به أثناء الإيجار.

بعد الحصول على قرض عقاري، كان قسط تيرنر الشهري يبلغ حوالي 1700 دولار. ومع ذلك، بعد فقدان وظيفتها في عام 2024، تمكنت من الحصول على تعديل للقرض، مما قلل القسط الشهري إلى 1432 دولارًا. وتؤكد تيرنر أن امتلاك منزل يوفر شبكة أمان مهمة في أوقات الأزمات، حيث يمكنها التفاوض مع البنك للحصول على مساعدة.

تعتبر بالتيمور مدينة ذات تاريخ وثقافة غنية، وتوفر العديد من الفرص الترفيهية والاجتماعية. تتميز المدينة بقربها من العديد من المدن الكبرى في الساحل الشرقي، مما يسهل الوصول إلى مختلف الأنشطة والفعاليات. كما أن وجود فرق رياضية محترفة مثل فريق البيسبول وفريق كرة القدم الأمريكية يزيد من جاذبية المدينة للشباب.

بالإضافة إلى الحوافز المالية، ساهمت عوامل أخرى في قرار تيرنر بالانتقال إلى بالتيمور، مثل تنوع المجتمع المحلي، وتوفر فرص العمل، وجودة الحياة بشكل عام. وتشير إلى أن بالتيمور مدينة متجددة باستمرار، وأنها تستمتع بالعيش فيها وتعتبرها مكانًا مثاليًا لتحقيق أهدافها.

تعتبر قصة تيرنر مثالًا ملهمًا للعديد من الشباب الذين يحلمون بامتلاك منازلهم الخاصة. وتوضح أن تحقيق هذا الحلم ممكن من خلال البحث عن الفرص المتاحة، والتخطيط المالي السليم، والاستفادة من برامج الحوافز الحكومية والمحلية. التمويل العقاري و المنح العقارية هما عنصران أساسيان في هذه العملية.

من المتوقع أن تستمر الحكومات المحلية والولائية في تقديم برامج حوافز لتشجيع شراء المنازل، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وتكاليف المعيشة. ويجب على الراغبين في شراء المنازل متابعة هذه البرامج والاستفادة منها قدر الإمكان. كما يجب عليهم الاستعانة بخبراء في مجال الاستثمار العقاري للحصول على المشورة والتوجيه اللازمين. في الوقت الحالي، يراقب خبراء العقارات عن كثب تأثير قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة على القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى تطورات برامج الدعم الحكومية.

شاركها.