اندلعت حريق هائل في مجمع سكني بمنطقة تاي بو الشمالية في المدينة، مما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العديد آخرين. بدأت فرق الإطفاء في محاولة إخماد النيران صباح اليوم، لكن جهودها واجهت صعوبات بسبب سرعة انتشار الحريق وتعقيد المجمع السكني. وتعتبر هذه الحادثة من أسوأ الحوادث المماثلة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وقع الحادث في وقت مبكر من صباح اليوم، وتحديداً في مجمع “إيستن ريزيدنس” الواقع في تاي بو. وقد استدعي رجال الإطفاء إلى الموقع بعد تلقي بلاغات متعددة عن وجود ألسنة اللهب والدخان الكثيف المتصاعد من أحد المباني. وتشير التقارير الأولية إلى أن الحريق بدأ في الطوابق العليا من المبنى.
تفاصيل حريق تاي بو المأساوي
وفقًا لإدارة الإطفاء، فقد تم تأكيد وفاة أربعة أشخاص حتى الآن، مع وجود مخاوف بشأن وجود المزيد من الضحايا المحتملين. كما أفادت المصادر عن نقل العشرات إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج من إصابات مختلفة، بما في ذلك حروق واستنشاق الدخان. التحقيقات الأولية جارية لتحديد سبب الحريق.
عمليات الإطفاء والتحديات
واجهت فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في السيطرة على النيران بسبب ارتفاع المبنى وكثافة الدخان. استخدم رجال الإطفاء السلالم الهيدروليكية وروبوتات الإطفاء للوصول إلى الطوابق العليا، بينما قاموا بإجلاء السكان من المباني المجاورة كإجراء احترازي. كما تم إغلاق بعض الطرق المحيطة بالمجمع السكني لتسهيل حركة فرق الإنقاذ والإطفاء.
أكدت الشرطة أنها تعمل بشكل وثيق مع إدارة الإطفاء لتأمين المنطقة وجمع الأدلة التي قد تساعد في تحديد سبب الحريق. وقد تم إطلاق تحقيق شامل في الحادث، وسيتم استجواب الشهود وجمع المعلومات من كاميرات المراقبة.
الخسائر والإصابات
بالإضافة إلى الوفيات، تسبب الحريق في أضرار جسيمة بالمبنى، حيث احترقت العديد من الشقق وتضررت الهياكل الإنشائية. تقدر الخسائر المادية بملايين الدولارات، وفقًا لتقديرات أولية. وتشير التقارير إلى أن العديد من السكان فقدوا منازلهم وممتلكاتهم الشخصية.
وقد أعلنت الحكومة المحلية عن تقديم المساعدة الطارئة للمتضررين من الحريق، بما في ذلك توفير الإقامة المؤقتة والمساعدات المالية والإمدادات الأساسية. كما تم فتح مراكز إيواء لاستقبال السكان الذين أجبروا على مغادرة منازلهم.
أسباب الحريق المحتملة والتحقيقات الجارية
لا تزال أسباب الحريق غير واضحة حتى الآن، ولكن هناك عدة فرضيات قيد التحقيق. تشمل هذه الفرضيات ماس كهربائي، أو إهمال في استخدام الأجهزة الكهربائية، أو حريق متعمد. كما يتم فحص أنظمة السلامة في المبنى، مثل أجهزة إنذار الحريق وأنظمة الإطفاء، للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح.
في السنوات الأخيرة، شهدت هونغ كونغ زيادة في عدد الحرائق في المباني السكنية، مما أثار مخاوف بشأن سلامة المباني القديمة وأنظمة السلامة غير الكافية. وقد دعت العديد من المنظمات إلى إجراء فحوصات دورية للمباني السكنية وتحديث أنظمة السلامة لضمان حماية السكان. وتشمل المخاوف أيضًا تراكم المواد القابلة للاشتعال في الممرات والمناطق المشتركة.
بالتزامن مع التحقيقات في الحريق، بدأت السلطات في مراجعة إجراءات السلامة في المباني المماثلة في منطقة تاي بو والمناطق الأخرى في هونغ كونغ. يهدف هذا الإجراء إلى تحديد أي نقاط ضعف في أنظمة السلامة واتخاذ التدابير اللازمة لتعزيزها. كما يجري تقييم خطط الإخلاء للطوارئ للتأكد من فعاليتها.
وتشير بعض التقارير إلى أن المبنى شهد بعض المشاكل المتعلقة بالصيانة في الماضي، ولكن لم يتم تأكيد ما إذا كانت هذه المشاكل قد ساهمت في وقوع الحريق. وتؤكد السلطات أنها ستنظر في جميع الجوانب المتعلقة بالسلامة والصيانة أثناء التحقيق.
بالإضافة إلى ذلك، يركز التحقيق على تحديد ما إذا كان هناك أي انتهاكات لقواعد البناء أو أنظمة السلامة في المبنى. وإذا تم العثور على أي انتهاكات، فسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المسؤولين. وتشمل هذه الإجراءات فرض غرامات أو إغلاق المبنى.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الحريق لعدة أيام أو أسابيع. وستقوم إدارة الإطفاء والشرطة بتقديم تقارير دورية عن التقدم المحرز في التحقيق. وفي الوقت الحالي، لا يمكن تحديد موعد نهائي لإصدار النتائج النهائية للتحقيق. وسيتم الإعلان عن النتائج بمجرد الانتهاء من جمع وتحليل جميع الأدلة.
