شهدت ماليزيا، وخاصة جزيرة بينانج، إقبالاً متزايدًا من المتقاعدين الأجانب الباحثين عن تكاليف معيشة معقولة ونمط حياة مريح. تتحدث ليزا ويليامز، وهي أسترالية متقاعدة تبلغ من العمر 65 عامًا، عن تجربتها في العيش في بينانج منذ عام 1968، وعودتها إليها بعد التقاعد، وكيف أصبحت الجزيرة بمثابة وطنها الثاني. وتعد قصة ويليامز مثالًا على جاذبية التقاعد في بينانج للكثيرين.
زارت ويليامز بينانج لأول مرة عندما كانت تبلغ من العمر ثماني سنوات، حيث كان والدها يعمل في القوات الجوية الأسترالية في قاعدة بوتيرورث. وقضت عائلتها ثلاث سنوات في المنطقة، وأعجبهم التنوع الثقافي والطعام اللذيذ وكرم الضيافة المحلي. حتى آنذاك، كانت بينانج تعتبر وجهة مميزة للعسكريين الأستراليين.
العودة إلى بينانج بعد سنوات
بعد تخرجها، التحقت ويليامز بالقوات الجوية الأسترالية، كما فعل والدها. تزوجت لاحقًا من عسكري، وتشترك مع زوجها في عدة إقامات في بينانج خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات. ولكن، بينانج لم تكن مجرد محطة عمل، بل تركت أثرًا عميقًا في قلبها.
بعد سنوات من العمل، بدأت ويليامز بالتفكير في التقاعد. بالنظر إلى روابطها القوية بماليزيا، كان من الطبيعي أن تفكر في بينانج كوجهة محتملة. ساعدها في هذا القرار برنامج “ماليزيا بيتي الثاني” الذي يوفر تأشيرات إقامة طويلة الأجل للأجانب. بالإضافة إلى ذلك، شاركها زوجها شغفها بـ بينانج بعد زيارتهم لها في عام 2016.
حصلت ويليامز على التأشيرة في عام 2018، وتقاعدت في أغسطس 2019، ثم انتقلت إلى بينانج للاستعداد لإقامة دائمة. ومع ذلك، اضطرت إلى العودة إلى أستراليا في أوائل عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19. بينما كان زوجها لا يزال يعمل، قررت ويليامز العودة إلى وظيفتها السابقة في أستراليا بشكل مؤقت.
استمرت في وظيفتها لأكثر من عامين قبل أن تتمكن من التقاعد مرة أخرى في يناير 2023، وهذه المرة بشكل نهائي. ومنذ ذلك الحين، وهي تعيش في بينانج، بينما يسافر زوجها بانتظام من بيرث، أستراليا، لزيارتها.
الحياة اليومية في بينانج: مزيج من الاسترخاء والتواصل الاجتماعي
تصف ويليامز العيش في بينانج بأنه يشبه الإجازة الدائمة. فهي تشير إلى أن الجزيرة توفر معظم السلع والخدمات التي يحتاجها المرء، حتى تلك التي تبدو خاصة مثل معجون فيجيميت الأسترالي.
يتنوع روتينها اليومي، وتشير إلى وجود مجتمع كبير من المغتربين في بينانج، مما يضمن دائمًا وجود أنشطة اجتماعية. تشارك بانتظام في لقاءات غير رسمية مثل مجموعة القهوة الأسبوعية في بولاو تيكوس، بالإضافة إلى لعب الماهجونج وتنظيم دروس للآخرين لتعلم اللعبة.
كما أنها تستمتع بلعب لعبة الكانستا أيام الأربعاء، وتحضر فعاليات رمي السهام المختلطة في نهاية الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، بدأت في تنظيم فعاليات خاصة بها، مثل نزهات الأحد لتناول الديم سوم في مطاعم مختلفة حول بينانج، وتخطط لإطلاق نادي للشاي بعد الظهر.
التقاعد في بينانج لا يعني فقط الاسترخاء، بل أيضًا المشاركة المجتمعية. تشارك ويليامز وأصدقاؤها في حياكة البطانيات للمستشفيات ودور الرعاية، بالإضافة إلى التطوع في جمع التبرعات للجمعيات الخيرية المحلية.
الطعام والثقافة: قلب تجربة بينانج
تؤكد ويليامز على أن الطعام والناس هما أفضل ما يميز بينانج. وتشارك صورًا للطعام على فيسبوك، وتصف كيف يمكنها الاستمتاع بوجبات متنوعة ولذيذة دون الحاجة إلى الطهي في المنزل.
تذهب ويليامز وصديقتها إلى الأسواق الليلية كل يوم ثلاثاء لتجربة مختلف الأكشاك الغذائية. وتشير إلى أن تكلفة المعيشة في بينانج معقولة جدًا، حيث يبلغ ميزانيتها الشهرية حوالي 3000 رينجيت ماليزي (حوالي 725 دولارًا أمريكيًا) لتغطية النفقات الترفيهية والشخصية.
بالنسبة لويليامز، فإن مستقبلها يكمن في بينانج، طالما أنها قادرة على تجديد تأشيرتها. وتتطلع إلى الاستمرار في الاستمتاع بجمال الجزيرة وثقافتها الغنية ومجتمعها الودود. وتشمل الكلمات المفتاحية ذات الصلة تكاليف المعيشة في ماليزيا وتأشيرة التقاعد الماليزية.
من المرجح أن تستمر الحكومة الماليزية في دعم برامج مثل “ماليزيا بيتي الثاني” لجذب المتقاعدين الأجانب. ومع ذلك، فإن التغييرات المحتملة في قوانين الهجرة أو الظروف الاقتصادية قد تؤثر على استمرارية هذه البرامج. ما يجب مراقبته هو أي تحديثات رسمية من وزارة السياحة والثقافة الماليزية فيما يتعلق بالتقاعد في بينانج وشروط الحصول على التأشيرات.
