أثار تطبيق “إكس” (X)، المملوك لإيلون ماسك، جدلاً واسعاً على الإنترنت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، وذلك بعد إطلاقه ميزة جديدة تهدف إلى زيادة الشفافية. تتيح هذه الميزة، والمعروفة باسم “حول هذا الحساب”، للمستخدمين معرفة الدولة أو المنطقة التي يتمركز فيها حساب معين. وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف بشأن خصوصية المستخدمين وإمكانية تعرضهم للمساءلة السياسية، خاصة في الدول التي تقيد حرية التعبير، مما أدى إلى ردود فعل متباينة حول هذه الميزة الجديدة على منصة إكس.
جدل حول ميزة “حول هذا الحساب” على إكس
بدأت القصة عندما نشر نيكيتا بير، رئيس قسم المنتج في إكس، يوم السبت، إعلاناً عن إطلاق هذه الميزة التي تهدف إلى تعزيز الشفافية. وأوضح بير أن هذه الخطوة هي مجرد بداية لجهود أكبر تهدف إلى التحقق من أصالة المحتوى على المنصة. لكن سرعان ما تبين أن العديد من المستخدمين لم يكونوا متحمسين لفكرة الكشف عن مواقع حساباتهم.
مخاوف بشأن الخصوصية والأمن
أعرب العديد من المستخدمين عن قلقهم من أن الكشف عن مواقعهم قد يعرضهم لخطر المساءلة السياسية، خاصة في البلدان التي تفرض قيودًا على حرية التعبير. واعتبر البعض هذه الخطوة بمثابة “دكسينغ” قسري، بينما أشار آخرون إلى أن معلومات الموقع قد تكون غير دقيقة إذا كان المستخدم قد أنشأ حسابه باستخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) عبر دولة أخرى.
استجابة لهذه المخاوف، قامت إكس بإزالة معلومات الموقع لبعض الحسابات يوم السبت. وأوضح بير أن البيانات “لم تكن دقيقة بنسبة 100٪”، خاصة بالنسبة للحسابات القديمة، وأن الشركة تخطط لإعادة إطلاق الميزة بحلول يوم الثلاثاء.
بعد خمس ساعات، نشر بير تغريدة أخرى كتب فيها: “أحتاج إلى مشروب”. وهذه التغريدة تعكس الضغط الذي واجهته الشركة بسبب هذه الخطوة المثيرة للجدل.
الكشف عن حسابات مشبوهة
بدأ مستخدمو إكس في البحث عن معلومات حول حسابات منافسيهم على الإنترنت، للكشف عن أي شيء قد يعتبرونه مريبًا. وكشفت الميزة الجديدة عن أن العديد من الحسابات البارزة التي تروج لأفكار مؤيدة للرئيس السابق دونالد ترامب كانت متمركزة في دول بعيدة عن الولايات المتحدة.
على سبيل المثال، تبين أن حساب “MAGA NATION”، الذي يضم حوالي 400 ألف متابع ويصف نفسه بأنه “أمريكا أولاً”، يتمركز في دولة غير تابعة للاتحاد الأوروبي في أوروبا الشرقية. وبالمثل، تبين أن حساب “America First”، الذي تم إنشاؤه في مارس ويضم ما يقرب من 70 ألف متابع، يتمركز في بنغلاديش.
كما كشفت تقارير أخرى عن أن العديد من الحسابات التي تدعي أنها تدعم ترامب من قبل نساء أمريكيات مستقلات تتمركز في الواقع في تايلاند. هذه الاكتشافات أثارت تساؤلات حول أصالة هذه الحسابات ودورها في نشر المعلومات المضللة.
تأثيرات على مصداقية وسائل التواصل الاجتماعي
لا يعد هذا الأمر مفاجئًا، حيث أن الملفات الشخصية المزيفة والمعلومات المضللة والجهود المنسقة لنشر الفتنة على الإنترنت كانت مشكلة مستمرة على إكس ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى. وقد تفاقمت هذه المشكلة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من السهل إنشاء حسابات وهمية ونشر معلومات كاذبة.
لم يصدر حساب “MAGA NATION” أي تعليق على موقعه، ويواصل النشر بانتظام. وقد غير الحساب اسمه خمس مرات منذ إنشائه في أبريل 2024، وفقًا لإكس. أحد أحدث منشوراته يسأل متابعيه عما إذا كانوا يعتقدون أنه يجب اعتقال هيلاري كلينتون. ولم يتمكن أحد من الوصول إلى الأشخاص الذين يقفون وراء الحساب للحصول على تعليق.
هذه الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها منصات التواصل الاجتماعي في مكافحة المعلومات المضللة وضمان أصالة المستخدمين.
من المتوقع أن تقوم إكس بإعادة إطلاق ميزة “حول هذا الحساب” بحلول يوم الثلاثاء، مع تحسينات تهدف إلى ضمان دقة معلومات الموقع. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحسينات ستكون كافية لمعالجة جميع المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمن. سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة المستخدمين لهذه الميزة الجديدة وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من الجدل في المستقبل.
