شهدت سوق العملات الرقمية هبوطًا حادًا يوم الجمعة، حيث تخلّى المستثمرون عن الأصول عالية المخاطر. أدّى هذا التخلّي إلى انخفاض كبير في قيمة البيتكوين والإيثريوم، مسجلةً أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر. يأتي هذا الانخفاض في ظلّ مخاوف مستمرة بشأن تقييمات أسهم شركات التكنولوجيا المرتفعة وتوقعات متقلبة حول أي تغييرات محتملة في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي.
انخفض سعر البيتكوين، أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة 2.1%، متراجعًا إلى ما دون 86,000 دولار أمريكي. ووصلت قيمتها إلى 85,350.75 دولار أمريكي في تعاملات صباح الجمعة في آسيا. بشكل مماثل، انخفضت قيمة إيثريوم بأكثر من 2%، لتسجل 2,777.39 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى لها منذ أربعة أشهر. CoinGecko هو موقع رائد لتتبع أسعار العملات الرقمية.
خسائر أسبوعية وتأثيرها على معنويات السوق في سوق العملات الرقمية
تترقب كل من البيتكوين والإيثريوم نهاية أسبوع بخسائر تقارب 8%. تُعتبر العملات الرقمية مؤشرًا على مدى تقبّل المستثمرين للمخاطر، ويعكس هذا الانخفاض الكبير حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق، بالتزامن مع تراجع أسهم الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وزيادة التقلبات العامة.
أشار توني سيكامور، محلل السوق لدى آي جي، إلى أن “البيتكوين تعكس معنويات المخاطرة الأوسع. إذا استمرت هذه المعنويات في التدهور، فقد نشهد تراجعاً أكثر حدة في الأسواق”. يُضاف إلى ذلك أن حجم التداول المنخفض قد يفاقم التقلبات.
تراجع القيمة السوقية الإجمالية
بيّنت بيانات من متتبع السوق كوين جيكو أن القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية قد فقدت ما يقرب من 1.2 تريليون دولار أمريكي خلال الستة أسابيع الماضية. وهذا يشير إلى اتجاه هبوطي واسع النطاق يؤثر على مجموعة متنوعة من الأصول الرقمية.
تأثير البيع على صناديق البيتكوين في هونغ كونغ
شهدت صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في هونغ كونغ، والتي أطلقتها شركات مثل الصين لإدارة الأصول وهارفست وبوسيرا، انخفاضًا حادًا يقارب 7% لكل منها يوم الجمعة. يؤكد هذا التراجع أن الضغوط البيعية تتزايد في الأسواق الآسيوية.
يأتي هذا الهبوط بعد فترة من الأداء القوي للبيتكوين هذا العام، حيث سجلت العملة الرقمية مستوى قياسيًا فوق 120,000 دولار أمريكي في أكتوبر. وقد ساهمت التطورات التنظيمية الإيجابية المتعلقة بالأصول الرقمية عالميًا في هذا الارتفاع. لكن السوق لا يزال يعاني من آثار انهيار سابق شهده الشهر الماضي، حيث تجاوزت عمليات التصفية 19 مليار دولار أمريكي بسبب البيع الهستيري وانخفاض حجم السيولة المتاحة.
تأثر الشركات العاملة في مجال العملات الرقمية
كما تأثرت أسهم الشركات التي تحتفظ بأصول رقمية في محافظها. فقد شهدت هذه الشركات ازدهارًا في بداية العام، مستفيدة من ارتفاع الأسعار لزيادة ممتلكاتها من العملات الرقمية. تراجعت أسهم شركة ستراتيجي، وهي من الشركات الرائدة في مجال تراكم البيتكوين، بنسبة 11% خلال الأسبوع، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام. كما انخفضت أسهم شركة ميتابلانيت اليابانية بنحو 80% منذ ذروتها في يونيو.
وذكرت شركة أبحاث الأصول الرقمية كريبتوكوانت في تقريرها الأسبوعي الصادر يوم الأربعاء أن “ظروف سوق البيتكوين هي الأكثر هبوطًا منذ بداية الدورة الصاعدة في يناير 2023. من المرجح أن معظم موجة الطلب في هذه الدورة قد انتهت”. تُعدّ هذه ملاحظة مهمة للمستثمرين، وتشير إلى أن السوق قد يكون قد دخل مرحلة تصحيحية.
في الختام، يشهد سوق العملات الرقمية حالة من عدم اليقين والتراجع. من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم القادمة وقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بحثًا عن إشارات حول مستقبل أسعار الفائدة والسياسة النقدية. كما يجب متابعة التطورات التنظيمية العالمية وتأثيرها المحتمل على تبني الأصول الرقمية. يبقى مستقبل السوق غير مؤكد، ويجب على المستثمرين توخي الحذر واتخاذ قرارات مدروسة.
