وقّعت شركة الإمارات للشحن الجوي مذكرة تفاهم مع شركة لود أتونوموس في معرض دبي للطيران لاستكشاف فرص تطوير ونشر حلول الشحن الجوي الجديدة باستخدام الطائرات المسيّرة. تهدف هذه الشراكة إلى دمج التكنولوجيا المتقدمة للطائرات ذاتية القيادة في عمليات الشحن العالمية، مما يعزز الكفاءة ويقلل التكاليف، ويدعم رؤية الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزًا عالميًا للخدمات اللوجستية المبتكرة.

تم توقيع الاتفاقية من قبل بدر عباس، نائب رئيس أول دائرة الشحن في طيران الإمارات، وراشد المناعي، الرئيس التنفيذي لشركة لود أتونوموس. تأتي هذه الخطوة بعد نجاح أولى الرحلات التجريبية لطائرة “هيلي” الهجينة من لود أتونوموس، والتي تم تطويرها وتصنيعها في أبوظبي.

تطوير حلول الشحن الجوي المبتكرة

تركز مذكرة التفاهم على دراسة جدوى استخدام الطائرات القادرة على الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL) في شبكة طيران الإمارات للشحن الجوي العالمية. سيشمل ذلك إجراء دراسات متخصصة، والتنسيق مع الجهات التنظيمية، وتنفيذ عروض تشغيلية مباشرة لتقييم أداء هذه الطائرات في بيئات شحن حقيقية.

وبالاعتماد على خبرة طيران الإمارات التي تمتد لأربعة عقود في قطاع نقل البضائع، ستشارك الشركة في العمليات التجريبية لشركة لود أتونوموس حتى نهاية عام 2027. تهدف هذه المشاركة إلى تقديم رؤى فنية تعزز تصميم وتطوير الطائرات المسيّرة، وتضمن دمجها بسلاسة في عمليات الشحن القائمة.

مميزات طائرة “هيلي”

تتميز طائرة “هيلي” بقدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، مما يجعلها مثالية للعمل في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية التقليدية للمطارات. وتحمل الطائرة حمولة تصل إلى 250 كيلوغرامًا ويمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 700 كيلومتر.

وتدرس طيران الإمارات حاليًا إمكانية دمج الطائرة في أسطول مركباتها الأرضية لدعم عمليات الشحن في مركزي التشغيل الرئيسيين في دبي. يمثل ذلك خطوة مهمة نحو تحقيق هدف الشركة في زيادة كفاءة عملياتها وتقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية.

وصرح بدر عباس، نائب رئيس أول دائرة الشحن في طيران الإمارات، بأن “شراكتنا مع لود أتونوموس تعكس التزامنا بتبني حلول مبتكرة تعالج تحديات عملائنا في مجال حركة البضائع. التقنيات الناشئة ستشكل أساس الجيل القادم من الخدمات اللوجستية، وستكون الإمارات للشحن الجوي في طليعة هذا التحول”.

من جانبه، أكد راشد مطر المناعي، الرئيس التنفيذي لشركة لود أتونوموس، أن “تعاوننا مع الإمارات للشحن الجوي يجمع بين التقنيات المتقدمة التي تطورها لود أتونوموس والحرص الوطني على بناء منظومة لوجستية آمنة ومستدامة. سنعمل معًا لتسريع تبني حلول تعتمد على الطائرات المسيّرة، مما يتيح نطاق وصول أوسع ويزيد من سرعة التسليم”.

الخدمات اللوجستية وتأثيرها على التجارة

تعتبر الخدمات اللوجستية جزءًا حيويًا من استراتيجية طيران الإمارات للشحن الجوي، والتي تهدف إلى أن تكون شريكًا موثوقًا في ربط العالم بشبكة واسعة تضم أكثر من 150 وجهة. تمتلك الشركة أسطولًا ضخمًا يتجاوز 260 طائرة ركاب وشحن.

في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها في قطاع التجارة الإلكترونية، أطلقت طيران الإمارات مؤخرًا خدمة “الإمارات لخدمات الشحن السريع”. توفر هذه الخدمة توصيلًا من الباب إلى الباب، مما يجعلها خيارًا جذابًا للشركات والأفراد الذين يبحثون عن حلول شحن سريعة وموثوقة. وتعد التجارة الإلكترونية من المجالات التي ستستفيد بشكل كبير من تطوير الطائرات بدون طيار.

تعتبر لود أتونوموس رائدة في تطوير مركبات جوية غير مأهولة وذاتية القيادة تعتمد على برمجيات متقدمة والذكاء الاصطناعي. ومن خلال هذه التكنولوجيا، تسعى الشركة إلى تبسيط العمليات اللوجستية وخفض التكاليف وتعزيز الاستدامة وتسريع عمليات التوصيل. وتعتبر الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا اللوجستية محركًا للابتكار.

ويجسد تطوير طائرة “هيلي” ودمجها المحتمل في عمليات طيران الإمارات للشحن الجوي التزام دولة الإمارات بالاستثمار في التكنولوجيا الوطنية. بدءًا من وضع الاستراتيجيات والبحث والتطوير، وصولًا إلى التصنيع والتطبيق، تسعى الإمارات إلى بناء منظومة تكنولوجية متكاملة تدعم نمو الاقتصاد وتنويعه.

من المتوقع أن تستمر الجهتان في التعاون الوثيق خلال الأشهر القادمة لإجراء المزيد من الدراسات والتجارب. سيتم التركيز بشكل خاص على تقييم الجوانب التنظيمية والقانونية المتعلقة بتشغيل الطائرات المسيّرة في المجال المدني، وتحديد الخطوات اللازمة لضمان سلامة وأمن هذه العمليات. وسيتم مراقبة التقدم المحرز في الحصول على الموافقات اللازمة من الهيئات التنظيمية المحلية والدولية، وهو ما يمثل تحديًا رئيسيًا لتبني هذه التكنولوجيا على نطاق واسع.

شاركها.