أعلنت شركة “كريبتو ديسبنسرز” (Crypto Dispensers)، وهي شركة مقرها شيكاغو تدير شبكة من أجهزة الصراف الآلي التي تسمح للمستخدمين بشراء وبيع بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، أنها تدرس بيع محتمل بقيمة تقارب 100 مليون دولار. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية تقلبات كبيرة، مما يثير تساؤلات حول دوافع الشركة وتوقيت هذا القرار.
دراسة بيع “كريبتو ديسبنسرز” في ظل اتهامات بغسيل الأموال
وقع الإعلان بعد أيام فقط من توجيه وزارة العدل الأمريكية اتهامات للشركة ومؤسسها والرئيس التنفيذي لها، فيراس عيسى، بتورطهم في مخطط لغسل أموال بقيمة 10 ملايين دولار. وتنفي “كريبتو ديسبنسرز” وعيسى هذه الاتهامات، حيث أدليا ببلاغ عدم اعتراف بالذنب أمام المحكمة.
وتتهم وزارة العدل عيسى وشركته بتلقي أموال من ضحايا وعناصر إجرامية من خلال أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالبيتكوين. على الرغم من وجود متطلبات “اعرف عميلك” (KYC) بهدف منع غسيل الأموال، تدّعي النيابة العامة أن عيسى قام بتحويل هذه الأموال غير المشروعة إلى عملات رقمية ونقلها إلى محافظ أخرى.
التداعيات القانونية المحتملة
في حالة الإدانة، قد يواجه عيسى وشركته مصادرة الأصول، بما في ذلك جميع الممتلكات المتورطة في عمليات غسيل الأموال المزعومة. بالإضافة إلى ذلك، يحق للحكومة الأمريكية المطالبة بأصول بديلة لتعويض الخسائر.
وقالت “كريبتو ديسبنسرز” في بيان لها إنها “تقيّم بيعًا محتملاً بقيمة تقارب 100 مليون دولار”، وأضافت أنها “استعانت بمستشارين لدعم المراجعة مع تسارع عمليات الدمج في قطاع تحويل الأموال إلى العملات الرقمية والبنية التحتية للأصول الرقمية”.
وأشار عيسى في تصريحه إلى أن هذه المراجعة تهدف إلى “فهم المرحلة التالية من النمو وتحديد المسار الذي يخلق أكبر قيمة للمنصة التي قمنا ببنائها”.
سعت Decrypt للحصول على توضيح من “كريبتو ديسبنسرز” حول ما إذا كانت الشركة قد حددت مشتريًا محتملًا أم أنها تعلن ببساطة عن انفتاحها على التفاوض. كما طلبت Decrypt تعليقًا على الاتهامات الأمريكية، لكن لم تتلق ردًا فوريًا على هذه الاستفسارات.
تراجع سوق العملات الرقمية و تأثيره على عملية البيع
يأتي احتمال بيع “كريبتو ديسبنسرز” في وقت يشهد فيه السوق تراجعًا حادًا بعد ارتفاع كبير خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي. فقد انخفض سعر بيتكوين إلى ما يقرب من 81,000 دولار في وقت مبكر من يوم الجمعة، مسجلاً أدنى سعر له منذ شهر أبريل. وكانت قيمة BTC قد سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 126,000 دولار في أوائل شهر أكتوبر.
يعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها تشديد السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية العالمية، والمخاوف بشأن التضخم، وزيادة المخاطر الجيوسياسية. ويتسبب هذا التراجع في زيادة الضغوط على شركات العملات المشفرة، بما في ذلك تلك التي تدير أجهزة الصراف الآلي.
Additionally, تزايد التدقيق التنظيمي على قطاع العملات الرقمية من قبل الحكومات والهيئات الرقابية في جميع أنحاء العالم. تتضمن هذه الجهود قوانين جديدة تهدف إلى مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، بالإضافة إلى قوانين لحماية المستثمرين.
Meanwhile, تسعى العديد من الشركات في قطاع البنية التحتية للأصول الرقمية إلى تعزيز مكانتها من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ. تتيح هذه العمليات للشركات تحقيق وفورات في التكاليف، وتوسيع نطاق وصولها إلى العملاء، وتعزيز قدرتها التنافسية.
In contrast, شهدت أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية نموًا سريعًا في شعبيتها في السنوات الأخيرة، مما سمح للمستخدمين بشراء وبيع بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى بسهولة. ومع ذلك، فقد أثارت هذه الأجهزة مخاوف بشأن غسيل الأموال والأنشطة الإجرامية الأخرى.
الخطوات التالية و ما يجب مراقبته
الآن، من المتوقع أن تستمر “كريبتو ديسبنسرز” في عملية تقييم البيع، مع البحث عن مشترين محتملين و التفاوض على الشروط. من غير الواضح في الوقت الحالي ما إذا كانت الشركة ستتمكن من إتمام عملية البيع بالقيمة التي تتوقعها، خاصة في ظل الظروف الحالية في السوق و الاتهامات الموجهة إليها.
يجب على المراقبين ان يراقبوا تطورات القضية القانونية المرفوعة من وزارة العدل الأمريكية، و أي تأثير محتمل لها على عملية البيع. بالإضافة إلى ذلك، من المهم متابعة أداء سوق العملات الرقمية و أي تغييرات في البيئة التنظيمية. سيساعد ذلك على فهم أفضل للمستقبل المحتمل لـ “كريبتو ديسبنسرز” و شركات الأصول الرقمية الأخرى.
