أثار قرار أمريكية بأخذ ابنها البالغ من العمر 14 عامًا في يوم إجازة من المدرسة لزيارة متجر “ليغو” (Lego) الجديد جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه سلط الضوء على أهمية قضاء وقت ممتع مع الأبناء وخلق ذكريات تدوم. وقد أثارت هذه القصة نقاشًا حول موازنة المسؤوليات الأكاديمية مع التجارب الاجتماعية والعاطفية التي تعزز الروابط الأسرية.

وقد قامت الأم، كريستينا رايت، بمشاركة تجربتها على الإنترنت، موضحةً أن هذا المتجر الجديد كان على بعد مسافة قصيرة من منزلهم، وأن ابنها كان متحمسًا للغاية لزيارته. وذكرت أنها لم تتردد في منحه هذا اليوم الخاص، رغم أنها ليست من النوع الذي يشجع على التغيب عن المدرسة للترفيه. وتقول رايت أن هذه كانت فرصة فريدة لعمل ذكرى جميلة مع ابنها.

أهمية تخصيص وقت للعب بـ “ليغو” وتنمية الهوايات

لطالما كان “ليغو” من الألعاب المفضلة لدى ابن رايت في طفولته، ولكن اهتمامه تضاءل مع تقدمه في العمر وتفضيله لألعاب الفيديو. ومع ذلك، عاد اهتمامه بالـ “ليغو” بقوة في مرحلة المراهقة. وبحسب الأم، فإن ابنها كان يتابع الإصدارات الجديدة، ويقتبس إحصائيات حول “سعر القطعة الواحدة”، ويقوم بزيارات منتظمة لمحلات بيع “ليغو” المستعملة.

وعبرت رايت عن شعورها بالدهشة والامتنان لرؤية ابنها منغمسًا في هوايته مرة أخرى. وأشارت إلى أن هذا قد يكون طريقة للهروب من ضغوط الحياة الدراسية والاجتماعية التي يواجهها المراهقون. ففي هذا العمر، يبدأ الشباب بالشعور بالمسؤولية والتوتر بسبب المستقبل.

اللحظات العائلية التي لا تُقدر بثمن

إن الانتظار في طابور طويل أمام المتجر، الذي استغرق قرابة ساعتين، لم يكن مزعجًا للأم وابنها، بل تحول إلى فرصة للتحدث وتبادل الأفكار. وقد تناقشا في خطط الإجازة القادمة، واهتمامات ابنها، وتطلعاته المستقبلية. هذا التواصل المستمر يعزز الثقة بين الأم والإبن.

أدركت الأم خلال الانتظار أن ابنها تمسك بالـ “ليغو” لنفس السبب الذي دفعها لأخذه في هذه المغامرة. كلاهما يبحث عن لحظات بسيطة وغير معقدة في عالم يتسم بالسرعة والتغير المستمر. وقالت: “في عيد ميلاده الرابع عشر، كان يحتاج إلى لحظة سعيدة بعيدًا عن الامتحانات والمشاريع.”

وعند دخول المتجر، أتيحت لابنها فرصة استكشاف جميع المعروضات واختيار المجموعات التي تعجبه. لم يتمكن من الحصول على المجموعة التي كان يحلم بها، وهي “Gingerbread AT-AT Walker”، لكنه اختار مجموعات أخرى لنفسه ولأخيه وحتى لوالدته.

الأهم من ذلك، عادوا إلى المنزل بذكريات جديدة لا تقدر بثمن. ذكريات سينقلونها في المناسبات العائلية وفي زياراته المستقبلية من الجامعة. وستصبح هذه الزيارة قصة يتشاركونها لسنوات قادمة.

تأثير الأنشطة الترفيهية على الصحة النفسية للأطفال

ويرى خبراء التربية أن تخصيص وقت للعب والأنشطة الترفيهية له تأثير إيجابي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. فقد أظهرت الدراسات أن اللعب يساعد على تخفيف التوتر والقلق، وتعزيز الإبداع والابتكار، وتقوية الروابط الاجتماعية.

كما أن مشاركة هذه الأنشطة مع الوالدين تعزز الشعور بالانتماء والأمان، وتساعد على بناء علاقات قوية ودائمة. وبالتالي، فإن قضاء وقت ممتع مع الأبناء، حتى لو كان ذلك يعني التغيب عن المدرسة ليوم واحد، يمكن أن يكون استثمارًا قيمًا في مستقبلهم وسعادتهم.

وتشجع العديد من المدارس والمنظمات التعليمية على إدراج الأنشطة الترفيهية في المناهج الدراسية، والاحتفال بالإنجازات الأكاديمية من خلال الفعاليات غير التقليدية. إدراك أهمية التوازن بين الدراسة والمتعة أمر بالغ الأهمية لنمو الأطفال وتطورهم.

وفي الختام، تتزايد أهمية إدراك الآباء والمربين للتأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه الأنشطة الترفيهية مثل اللعب بـ “ليغو” على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال والمراهقين. ومن المتوقع أن تشهد المتاجر المتخصصة ومحلات الألعاب إقبالًا متزايدًا في الفترة القادمة، خاصةً مع اقتراب الأعياد والمناسبات الخاصة. وينبغي على المتاجر الاستعداد لتلبية الطلب المتزايد وتوفير تجارب تسوق ممتعة للعملاء.

شاركها.