دبي، الإمارات العربية المتحدة – أكدت هانيويل، الرائدة في مجال تكنولوجيا الطيران، دعمها للتحول في قطاع الطيران الإماراتي، لا سيما مشاريع النقل الجوي الحضري، من خلال حلول مبتكرة تهدف إلى تعزيز الأمان والكفاءة في هذا المجال الناشئ. جاء هذا التأكيد خلال مقابلة مع أنتوني فلوريان، رئيس قطاع تكنولوجيا صناعة الطيران في هانيويل لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والهند، مع CNN الاقتصادية على هامش فعاليات معرض دبي للطيران. وتعد هذه الخطوة جزءاً من رؤية الإمارات الطموحة لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار في مجال النقل الجوي.
تستثمر الإمارات بشكل متزايد في تطوير منظومة متكاملة للنقل الجوي الحضري، بما في ذلك المركبات الجوية الكهربائية، والبنية التحتية الضرورية للهبوط والشحن، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية التي تضمن سلامة وكفاءة هذه العمليات. وتسعى الدولة إلى الريادة في هذا القطاع الذي يعتبر مستقبل النقل في المدن، وفقاً لتقارير صاردة عن وزارة الاقتصاد.
هانيويل تدعم مستقبل النقل الجوي الحضري بتقنيات متطورة
أوضح فلوريان أن هانيويل تضع نفسها كشريك أساسي في تطوير هذا القطاع من خلال توفير مجموعة واسعة من التقنيات المتقدمة، بدءًا من أنظمة التحكم في الطيران وصولًا إلى أنظمة الطاقة الكهربائية وأنظمة الاستشعار المعقدة. وتستثمر الشركة بشكل كبير في أربعة مجالات رئيسية: الأتمتة، والاستقلالية، والكفاءة، والسلامة، والموثوقية، وهي عناصر حيوية لنجاح مشاريع النقل الجوي الحضري.
تعتمد استراتيجية هانيويل على الجمع بين التقنيات المثبتة والموثوقة والحلول الجديدة المصممة خصيصًا لتلبية متطلبات هذا السوق المتنامي. وتشمل هذه الحلول أنظمة التحكم “Fly-by-wire” التي تزيد من دقة الاستجابة، وأنظمة توزيع الطاقة التي تضمن التشغيل الآمن للمركبات الكهربائية، وتقنيات الاستشعار والتحكم التي توفر بيانات حيوية لتحسين الأداء.
الإمارات: بيئة مثالية لتبني تقنيات النقل الجوي
تعتبر الإمارات بيئة فريدة لتبني تقنيات النقل الجوي الحضري، وذلك بفضل رؤيتها الاستشرافية وسرعة تبنيها للتقنيات المبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الدولة بقدرة فائقة على بناء المنظومات التشغيلية المتكاملة، وتعاونها الوثيق مع الشركات العالمية والهيئات التنظيمية، مما يسهل عملية تطوير واعتماد هذه التقنيات.
تجري حاليًا جهود مكثفة تشمل التعاون بين الشركات المصنعة، والجهات التنظيمية، وهيئات الاعتماد، لتحديد معايير السلامة وتطوير البنية التحتية اللازمة لإثبات جدوى هذه التكنولوجيا. وتسعى الإمارات إلى أن تكون أول دولة في المنطقة تطلق خدمات النقل الجوي الحضري تجاريًا.
نظام تشغيلي شامل للنقل الجوي الحضري
أشار فلوريان إلى أن نجاح النقل الجوي الحضري يتطلب أكثر من مجرد تطوير المركبات الجوية نفسها. فهو يتطلب بناء نظام تشغيلي شامل يشتمل على مراكز التحكم المتطورة، ومحطات الهبوط والشحن الذكية، والبنية الرقمية القادرة على التعامل مع حجم البيانات الضخم، بالإضافة إلى أدوات الملاحة والاتصال الفعالة، ومعايير السلامة الصارمة، وسلسلة خدمات الصيانة والدعم الفني المتكاملة.
هذا النوع من الطيران يتطلب تحولًا جذريًا في طريقة التفكير، حيث يجب مراعاة التداخل مع البنية التحتية الحضرية، وسرعة التشغيل، والكثافة المرورية المتوقعة. وتعمل هانيويل بشكل وثيق مع الشركاء المحليين لتطوير هذه المنظومة التشغيلية، بما يضمن توافر بيئة داعمة للمركبات الجوية الجديدة وتحقيق التوسع التجاري المستقبلي.
بالإضافة إلى تطوير التكنولوجيا، تعمل هانيويل على بناء إطار لاعتماد الأنظمة يضمن السلامة والموثوقية قبل طرحها تجاريًا، وتقديم الدعم للمشغلين المحليين في بناء البنية التحتية اللازمة. وذلك بهدف تذليل العقبات أمام تفعيل خدمات النقل الجوي الحضري داخل المدن.
تؤكد هانيويل أن إطلاق هذا السوق الجديد يتطلب توفر منظومة متكاملة، وأن دورها لا يقتصر على توفير التكنولوجيا فحسب، بل يشمل الربط بينها وبين الاعتماد وجهوزية المشغلين لضمان انتقال سلس من مرحلة الاختبارات إلى التشغيل التجاري الفعلي. ويعد هذا التكامل عنصراً أساسياً للنجاح في هذا المجال.
تتعهد هانيويل بدعم الإمارات في تطوير واحدة من أكثر أسواق الطيران تقدمًا على مستوى العالم، من خلال توفير تقنيات تعزز السلامة والاستقلالية والكفاءة، وتُمكّن الدولة من قيادة ثورة النقل الجوي الحضري وتحويلها إلى واقع تجاري قابل للتوسع عالميًا. يتمثل التحدي القادم في الحصول على الموافقات التنظيمية النهائية وتوسيع نطاق البنية التحتية لدعم العمليات التجارية الكاملة، وهو ما من المتوقع أن يحدث في غضون السنوات القليلة المقبلة. من المهم متابعة تطورات التشريعات المتعلقة بهذا المجال، وكذلك الاستثمارات الحكومية والخاصة في البنية التحتية، لتقييم مدى سرعة تبني هذا النوع من النقل في الإمارات.
