أعلنت شركة “ميدويست سكيينج” (Midwest Skiing Company LLC)، المالكة لمنتجع “وايت كاب ماونتينز” (Whitecap Mountains Resort) الشهير في ولاية ويسكونسن الأمريكية، عن تقديمها طلبًا للإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر لحماية نفسها في مواجهة الديون المتراكمة. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج، مع اقتراب موسم التزلج الشتوي، حيث تواجه الشركة صعوبات كبيرة في البقاء على قيد الحياة بسبب نقص حاد في الثلوج.
يقع منتجع “وايت كاب ماونتينز” في بلدة أبسون بولاية ويسكونسن، وقد كان وجهة مفضلة لمحبي التزلج منذ الستينيات. ومع ذلك، فقد أدت الظروف الجوية غير المواتية خلال الموسمين الماضيين إلى انخفاض كبير في الإيرادات، مما دفع الشركة إلى اتخاذ هذا الإجراء القانوني. تعتبر هذه الخطوة محاولة لإعادة تنظيم الديون والحفاظ على استمرارية العمليات خلال الموسم القادم.
تأثير نقص الثلوج على منتجع التزلج
لطالما اشتهر منتجع “وايت كاب ماونتينز” بغزارة الثلوج التي تهبط عليه، حيث يتباهى بكونه “الأكثر ثلوجًا في ويسكونسن”، وفقًا لوثائق قضائية. يشير المنتجع عادةً إلى تساقط سنوي للثلوج يتجاوز 250 بوصة، مما يضمن ظروفًا مثالية ومسارات ممتعة لمحبي التزلج.
لكن الوضع اختلف بشكل كبير في الموسمين الأخيرين. فقد انخفض معدل تساقط الثلوج بشكل كبير، حيث وصل إلى أقل من 30 بوصة في موسم 2023-2024، بعد أن كان 260 بوصة في الموسم الذي سبقه. أدى هذا الانخفاض الدراماتيكي إلى تراجع الإيرادات من حوالي 1.4 مليون دولار إلى 197 ألف دولار فقط.
ووفقًا للوثائق المقدمة إلى المحكمة، فإن الإيرادات المتدنية في عام 2023 أجبرت الشركة على البحث عن تمويل إضافي لتغطية العجز. على الرغم من تمكنها من تجاوز موسم 2023-2024 بفضل التمويل قصير الأجل، إلا أنها كانت بحاجة إلى حلول دائمة لضمان استمراريتها.
الديون والتحديات القانونية
سعت الشركة للحصول على قرض قصير الأجل من شركة “برايتون أست مانجمنت” (Brighton Asset Management) لتجاوز الأزمة المالية. ومع ذلك، فإن توقعات موسم 2024-2025 الضعيفة منعت الشركة من تمديد أو إعادة تمويل القرض.
أعلنت “برايتون” أن “ميدويست سكيينج” متخلفة عن سداد ديون تقدر بحوالي 1.86 مليون دولار، وبدأت إجراءات قانونية للاستيلاء على ممتلكات المنتجع. وقد قضت المحكمة لصالح “برايتون” في أغسطس الماضي.
قدمت “ميدويست سكيينج” طلب الإفلاس بهدف وقف إجراءات التحصيل وحماية نفسها من الاستيلاء على ممتلكاتها، بالإضافة إلى تهدئة المخاوف داخل المجتمع المحلي وبين العملاء بشأن مستقبل المنتجع.
تؤكد الشركة أن إجراءات الإفلاس ستسمح لها بالاستمرار في العمليات خلال موسم التزلج القادم، وأن العملاء والموظفين يمكنهم الاطمئنان إلى استمرار المنتجع في تقديم خدماته.
تشير تقديرات الشركة في طلب الإفلاس إلى أن أصولها تتراوح بين مليون وعشرة ملايين دولار، في حين أن التزاماتها (الديون) تقع في نفس النطاق.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من خطة إعادة تنظيم تهدف إلى ضمان استمرارية المنتجع لسنوات قادمة. وقد اندمجت “ميدويست سكيينج” مؤخرًا مع شركة “جليب ماونتينز” (Glebe Mountains, Inc.) لتسهيل عملية إعادة الهيكلة وتقليل التكاليف.
تعتبر قلة الثلوج مشكلة متزايدة تواجه العديد من منتجعات التزلج حول العالم، بسبب التغيرات المناخية. وتشكل هذه القضية تحديًا كبيرًا لصناعة السياحة الشتوية، وتتطلب حلولًا مبتكرة للتكيف مع الظروف الجديدة، مثل الاستثمار في تقنيات الثلج الاصطناعي وتنويع الأنشطة السياحية.
لم يرد ممثلون عن “ميدويست سكيينج” و”برايتون” على طلبات التعليق من قبل “بيزنس إنسايدر” (Business Insider) حتى تاريخه.
من المتوقع أن تستمر الإجراءات القانونية المتعلقة بقضية الإفلاس لعدة أشهر. وستركز المحكمة على تقييم خطة إعادة التنظيم التي تقدمها “ميدويست سكيينج” وتحديد ما إذا كانت قابلة للتطبيق وتضمن سداد الديون للمقرضين. يجب مراقبة تطورات هذه القضية لمعرفة ما إذا كان المنتجع سينجح في تجاوز هذه الأزمة المالية والاستمرار في تقديم خدماته لمحبي التزلج.
