تُثير السيدة إلينا غونزاليس، البالغة من العمر 93 عامًا، إعجاب الكثيرين بلياقاتها البدنية وابتسامتها الودودة ومظهرها الشبابي. لطالما قللت غونزاليس من شأن هذه الصفات، مفضلة التواضع على “التباهي” بمظهرها، كما تصف الأمر. وتؤمن بأن الاعتناء بالنفس والتحلي بالأدب والتقدير (“شكرًا وأهلاً”) يساهم في تحقيق حياة أفضل. وتكشف غونزاليس عن أسرار العيش الصحي بعد سنوات طويلة من ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي المتوازن، والامتنان.
تعيش غونزاليس في مدينة ليكفيل بولاية مينيسوتا، وهي جدة لأحد عشر حفيدًا. وقد عملت لسنوات كبديلة جسدية لنجمة هوليوودية مشهورة – وهو أمر تتردد في الكشف عنه بسبب اتفاقيات السرية – لكنها تحب مشاركة نصائحها للأجيال الشابة حول الصحة وطول العمر. وتعتمد في ذلك على روتين صارم يجمع بين اليوجا والرقص في صالة الألعاب الرياضية أربع مرات على الأقل في الأسبوع، بالإضافة إلى الحفاظ على وزنها المعتاد، والتمسك بمبدأ “لا تقلق بشأن الأمور الصغيرة”.
أهمية ممارسة الرياضة المستمرة من أجل العيش الصحي
ولدت إلينا غونزاليس في ديسمبر عام 1931، وترعرعت في كنف والديها الأوروبيين اللذين أكدا على أهمية الصحة والتمارين الرياضية المنتظمة منذ صغرها. وكان والدها، وهو ضابط شرطة سويسري، يشجعها ويشجع شقيقيها على الركض لزيادة القدرة على التحمل ورفع الأثقال لتنمية القوة.
وفي سن التاسعة عشرة تقريبًا، لفتت غونزاليس الانتباه واختيرت لتكون عارضة ساق في إعلان تجاري. وفتح ذلك الباب أمام فرص أخرى، بما في ذلك العمل كبديلة جسدية في لوس أنجلوس.
وقد حافظت غونزاليس على عضويتها في صالات الألعاب الرياضية لعقود، وانضمت مؤخرًا إلى فرع من Life Time بالقرب من منزلها، حيث تمارس الرياضة كل صباح من الاثنين إلى الخميس، وفي أيام الجمعة البديلة. وتشارك بانتظام في صفوف اليوجا والرقص وتمتلك لياقة بدنية عالية.
روتينها الرياضي اليومي
تبدأ غونزاليس يومها في الساعة الثامنة صباحًا بأداء تمارين اليوجا لمدة تقارب الساعة، ثم تأخذ استراحة قصيرة، ثم تحضر حصة رقص هوائية تُعرف باسم Total Body. وهي تعتبر الأكبر سنًا بين المشاركين في هذه الصفوف.
بالإضافة إلى ذلك، فإنها تقوم بالمشي مع كلبيها، ثيو وليلي، يوميًا.
النظام الغذائي المتوازن: مفتاح العيش الصحي
عادةً ما يتكون وجبة الإفطار لدى غونزاليس من الفواكه وشريحة خبز وكوب من القهوة. وتشير إلى أن الهدف هو الحصول على الطاقة اللازمة دون الشعور بالدوار في صالة الألعاب الرياضية. كما أنها تعتمد وجبة الغداء، والتي تعتبر أكبر وجبة في اليوم، وتتضمن أطعمة مثل المعكرونة والخضروات والدجاج المفروم أو البروتينات الخالية الأخرى.
أما العشاء، الذي تتناوله عادةً قبل الساعة السادسة مساءً، ما لم تكن خارج المنزل، فهو غالبًا وجبة أخف، ربما مزيج من الفواكه والجبن. وتؤكد على أهمية شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على رطوبة الجسم.
بالرغم من رغبتها في الاستمتاع بآيس كريم بالشوكولاتة الساخنة يوميًا، فإنها تقاوم ذلك وتفضل تناول الطعام الصحي لتغذية جسمها بالوقود اللازم للتمارين الرياضية. ومع ذلك، فهي لا تحسب السعرات الحرارية أو تهتم بالتفاصيل بشكل مفرط.
تحافظ غونزاليس على وزن صحي يبلغ حوالي 59 كيلوغرامًا (130 رطلاً) وطولها يبلغ 160 سنتيمترًا (5 أقدام و3 بوصات).
نظام الجمال والنوم البسيط للحفاظ علىالعيش الصحي
لا تستثمر السيدة إلينا في منتجات التجميل باهظة الثمن مثل المقشرات أو الكريمات. بل إنها تعتمد على استخدام كريم وجه عادي من الصيدلية، بالإضافة إلى مزيج من زيت CBD. وتزعم أن هذا المزيج فعال للغاية في العناية بالبشرة والحفاظ عليها ناعمة ورطبة، خاصة في المناخات الحارة، والحد من ظهور التجاعيد.
كما أنها تضع قطرة صغيرة من الزيت تحت لسانها، معتبرة إياه “سلاحها السري” للشعور والظهور بمظهر أفضل. وتنام غونزاليس عادةً في الساعة التاسعة مساءً، وتقضي بعض الوقت في قراءة كتبها المفضلة قبل النوم. وهي لا تمتلك تلفزيونًا في غرفة نومها، ولا تفكر في مشاهدته قبل النوم.
وتتجنب التعرض لأي نوع من الضوء الأزرق لمدة ساعتين على الأقل قبل الذهاب إلى الفراش لأنه يؤثر على الرؤية والنشاط الدماغي.
الامتنان كنقطة أساسية في العيش الصحي
تؤمن غونزاليس بمقولة “لا تقلق بشأن الأمور الصغيرة” وتسعى لتبني عقلية إيجابية. وتبدأ يومها بالصلاة وشكر القوى العليا على منحها القدرة على المشي والقيام بأنشطتها اليومية.
وتعترف بأن كبار السن قد يواجهون صعوبات، لكنها ترى أن الشكوى لا تفيد في شيء. وتشعر بالامتنان لصحتها الجيدة، وتحاول إيجاد الجانب المشرق في كل شيء، حتى في النكسات. وتعتبر نفسها شخصًا سعيدًا جدًا.
وتؤكد غونزاليس على أن التواصل مع الشباب يساعد في الحفاظ على نشاط العقل، وتسألهم عن النصيحة عندما تواجه صعوبة في الأمور التقنية، وتُعجب بمهاراتهم. وهي منفتحة دائمًا على تعلم أشياء جديدة، لأن المعرفة لا تكفي.
من المتوقع أن تستمر غونزاليس في مشاركة خبراتها ونصائحها حول كيفية العيش الصحي وأن تشجع الآخرين على تبني نمط حياة نشط ومليء بالامتنان. وتشير التقارير إلى تزايد الاهتمام بنمط حياة كبار السن الذين يتمتعون بصحة جيدة، مما قد يؤدي إلى زيادة الوعي بأهمية الصحة الوقائية والتمارين الرياضية المنتظمة في جميع الأعمار.
