أصبحت رحلات التعارف الجماعية، وخاصة تلك التي تستهدف المغتربين والباحثين عن تجارب جديدة، خيارًا شائعًا للعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن الحب أو الصداقة. شهدت جزيرة بالي في إندونيسيا مؤخرًا تجربة فريدة من نوعها بعنوان “Desi Love Island” نظمتها وكالة Dose of Travel Club (DOTC)، واستقطبت 70 شخصًا من أصول جنوب آسيوية من جميع أنحاء العالم بهدف إيجاد شريك حياة أو تكوين صداقات جديدة. يسلط هذا الحدث الضوء على اتجاه متزايد نحو تعزيز الروابط الاجتماعية والعاطفية من خلال السفر والتجارب المشتركة.

رحلة بحثاً عن الحب والصداقة: تجربة “Desi Love Island” في بالي

نظمت وكالة DOTC، المتخصصة في تنظيم الرحلات الجماعية، هذه المغامرة التي استمرت ثمانية أيام بهدف جمع العزاب من جنوب آسيا في بيئة مريحة وممتعة. تضمنت التكلفة الإجمالية للرحلة حوالي 22,000 دولار هونغ كونغي (حوالي 2,800 دولار أمريكي) وتغطية تكاليف الإقامة في فيلا مشتركة، والأنشطة المتنوعة، ومعظم الوجبات. تأتي هذه الرحلة كجزء من سلسلة فعاليات تنظمها الوكالة، بما في ذلك مغامرات خاصة بالنساء في المغرب ورحلات ثقافية إلى اليابان.

شاركت أنيكاه باتناغار، وهي شابة تبلغ من العمر 29 عامًا وتعمل في مجال تطوير الأعمال لشركة محاماة أمريكية في هونغ كونغ، في هذه التجربة. كانت باتناغار قد شعرت بالإحباط من تطبيقات المواعدة التقليدية قبل أن تقرر الانضمام إلى الرحلة التي لفتت انتباهها عبر منصة إنستغرام. ذكرت أنها تبحث عن شخص يتقبل ويفخر بثقافتها، لكنها لم تضع قيودًا صارمة على أن يكون الشريك من أصل جنوب آسيوي.

أجواء بالي وتكوين الصداقات

عاشت المجموعة تجربة غنية ومتنوعة في بالي، شملت أنشطة مثل التجديف وركوب الرمث في الأنهار، وتناول وجبات الإفطار العائمة، والاستمتاع بالحياة الليلية في النوادي الفاخرة، بالإضافة إلى رحلة بحرية إلى جزيرة نوسا لمبوغان واستكشاف حقول الأرز في أوبود. خلال هذه الأنشطة، بدأت باتناغار في تكوين صداقات قوية مع العديد من المشاركين، مثل نيكيتا وإيش، اللتين أصبحتا صديقتين مقربتين لها. كما تعرفت على أمريتا في المطار وأصبحت صديقة لها أيضًا.

على الرغم من أن الهدف الأساسي للرحلة كان البحث عن الحب، إلا أن باتناغار لاحظت أن الصداقات قد ازدهرت بشكل أسرع. وقد وجدت في أحد المهندسين الأستراليين صديقًا مقربًا لا يزالان على اتصال به حتى اليوم. تمثلت الأمسيات الهادئة في الفيلا، مع تبادل القصص وتناول المعكرونة سريعة التحضير، في أحد أكثر اللحظات متعة بالنسبة لها.

تحديات العلاقات عن بعد

لم تسلم التجربة من بعض التحديات العاطفية. مع وجود 70 شخصًا، كانت المشاعر متقلبة، وأدت بعض سوء الفهم أو الشائعات إلى تغيير الأجواء في المجموعة. شهدت الرحلة لحظات رومانسية وبعض الإحراجات وخيبات الأمل. ومع ذلك، أدركت باتناغار أن العلاقات عن بعد قد تكون صعبة، خاصة في المراحل الأولى، حيث أن العديد من المشاركين كانوا يعيشون في بلدان مختلفة. هذا الواقع جعل من الصعب عليها وعلى الآخرين المضي قدمًا في أي علاقة بشكل جدي.

على الرغم من عدم العثور على الحب الرومانسي في بالي، إلا أن باتناغار اعترفت بأن الرحلة ساعدتها على أن تكون أكثر انفتاحًا وتقبلاً في مواعدتها. لقد تعلمت أن الروابط الاجتماعية والعاطفية لا يجب أن تكون محدودة بالرومانسية، وأن الصداقات القوية يمكن أن تكون ذات قيمة بنفس القدر. من بين المشاركين، استطاعت أن تحافظ على علاقة صداقة قوية مع إحدى الفتيات، أنجالي، التي زارتها لاحقًا في موطنها.

تعتبر “Desi Love Island” مثالًا على كيفية استخدام السفر والفعاليات الجماعية لخلق فرص للتواصل الاجتماعي وبناء العلاقات. ومع ذلك، فهي أيضًا تذكير بالتحديات المرتبطة بالبحث عن الحب، خاصة في عالم يزداد فيه البعد الجغرافي والعلاقات الافتراضية.

من المتوقع أن تستمر وكالة DOTC في تنظيم رحلات مماثلة في المستقبل، مع التركيز على تلبية احتياجات المجتمعات الثقافية المتنوعة. ومع ذلك، يبقى مستقبل هذه الفعاليات والقدرة على إيجاد علاقات دائمة من خلالها أمرًا غير مؤكد. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة تطور هذا الاتجاه وكيفية تأثيره على أساليب التعارف الحديثة.

شاركها.