شهد سعر الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا اليوم الخميس، مع ترقب الأسواق لتوضيح السياسات الاقتصادية المقترحة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بالإضافة إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة. يأتي هذا التحرك بعد فترة من الاستقرار النسبي، حيث يسعى المستثمرون إلى تقييم المخاطر والفرص المحتملة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية الوشيكة.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، مقتربًا من أعلى مستوى له في عام عند 107.07. يعكس هذا الصعود التوقعات بأن سياسات ترامب الاقتصادية قد تؤدي إلى زيادة التضخم، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني نهج أكثر حذرًا في خفض أسعار الفائدة.
تأثير سياسات ترامب على سعر الدولار
منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر، ارتفع الدولار الأمريكي بأكثر من اثنين بالمئة. يعزو المحللون هذا الارتفاع إلى التفاؤل الحذر بشأن خطط ترامب لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق على البنية التحتية، والتي من المتوقع أن تحفز النمو الاقتصادي وتزيد الطلب على الدولار.
توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على العملات
أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن غالبية خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في ديسمبر. ومع ذلك، يشير الاستطلاع أيضًا إلى أن التوقعات بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025 قد انخفضت مقارنة بالتوقعات السابقة، وذلك بسبب المخاوف من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم.
في المقابل، استقر اليورو تقريبًا عند 1.054725 دولار، بعد انخفاضه بنسبة 0.5 بالمئة في اليوم السابق. وتراجع الجنيه الإسترليني بشكل طفيف، بينما شهد الين الياباني بعض التقلبات، حيث تخلت العملة الأمريكية عن جزء من مكاسبها أمامه.
أداء العملات الرئيسية الأخرى
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.07 بالمئة ليصل إلى 1.2656 دولار، مدعومًا ببيانات التضخم الأخيرة في المملكة المتحدة. أظهرت البيانات أن التضخم ارتفع بشكل غير متوقع الشهر الماضي، متجاوزًا هدف بنك إنجلترا البالغ اثنين بالمئة، مما قد يدفع البنك المركزي إلى تأجيل أي خطوات لخفض أسعار الفائدة.
في الوقت نفسه، واصل الين الياباني التعرض لضغوط، على الرغم من تراجع الدولار أمامه بشكل طفيف. يرجع هذا الضغط إلى الفارق في السياسات النقدية بين الولايات المتحدة واليابان، حيث يتبنى بنك اليابان سياسة نقدية فائقة التيسير.
صعود العملات المشفرة
شهدت العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار. وصل سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 95016 دولار، مدفوعًا بتقارير تفيد بأن شركة التواصل الاجتماعي التابعة لترامب تجري محادثات لشراء شركة باكت للعملات المشفرة. يعكس هذا الارتفاع الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة كأصول بديلة.
التحليل الفني لسعر الصرف: يراقب خبراء سوق الصرف عن كثب مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية للدولار الأمريكي، حيث يمكن أن تشير الاختراقات إلى اتجاهات مستقبلية محتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بيانات التضخم والنمو الاقتصادي القادمة ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار سعر الدولار.
تأثير أسعار النفط: من الجدير بالذكر أن أسعار النفط يمكن أن تؤثر أيضًا على قيمة الدولار الأمريكي، حيث أن ارتفاع أسعار النفط غالبًا ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار.
من المتوقع أن يستمر المستثمرون في مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة عن كثب في الأسابيع القادمة. من المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه القادم في ديسمبر، حيث من المتوقع أن يتخذ قرارًا بشأن أسعار الفائدة. كما أن تصريحات ترامب بشأن السياسات الاقتصادية ستكون حاسمة في تحديد مسار سعر الدولار الأمريكي. يبقى التضخم والنمو الاقتصادي العالمي من العوامل الرئيسية التي يجب مراقبتها.