أعلنت شركة “لونيت” الإماراتية لإدارة الاستثمارات البديلة عن الاستحواذ على حصة أقلية في شركة “بريفان هوارد” البريطانية المتخصصة في صناديق التحوط، وذلك في خطوة تهدف إلى توسيع نطاق أعمالها في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، أبرمت الشركتان اتفاقية لإنشاء منصة استثمارية جديدة في سوق أبوظبي العالمي، مع التزام مبدئي بقيمة 2 مليار دولار أمريكي. يمثل هذا التطور علامة بارزة في نمو قطاع إدارة الأصول في المنطقة.

جاء الإعلان يوم الثلاثاء، حيث أوضحت “لونيت”، التي تدير أصولاً بقيمة 110 مليار دولار، أن المنصة الجديدة ستستفيد من خبرات “بريفان هوارد” الاستثمارية وقدراتها الحالية. وتتوقع الشركتان جذب استثمارات إضافية من مستثمرين محليين ودوليين، مما يعزز مكانة أبوظبي كمركز مالي إقليمي. لم يتم الكشف عن تفاصيل حجم الحصة التي استحوذت عليها “لونيت” أو قيمتها المالية.

توسع “لونيت” في مجال صناديق التحوط والاستثمار البديل

يعكس هذا الاستحواذ استراتيجية “لونيت” للتوسع في مجال الاستثمار البديل وتنويع محفظتها الاستثمارية، خاصة في منطقة الخليج. وتسعى الشركة، التابعة لـ”شيميرا للاستثمار”، إلى الاستفادة من التدفقات الرأسمالية المتزايدة إلى المنطقة. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع إدارة الأصول نمواً ملحوظاً مدفوعاً بالاستثمارات المؤسسية.

أبوظبي مركزاً جاذباً لصناديق التحوط

تعتبر أبوظبي وجهة متنامية الأهمية لصناديق التحوط وشركات إدارة الأصول. فقد بدأت “بريفان هوارد” عملياتها في أبوظبي عام 2023، وعززت وجودها العام الماضي بإدارة أصول بقيمة 10 مليارات دولار من خلال سوق أبوظبي العالمي. يعكس هذا التوجه جهود الإمارة لتحويل نفسها إلى مركز مالي رائد.

وبحسب بيانات حديثة، تسيطر صناديق الثروة السيادية في أبوظبي على أصول تتجاوز قيمتها 1.5 تريليون دولار أمريكي، مما يجعلها محركاً رئيسياً للاستثمار في المنطقة. وتسعى الإمارة إلى جذب المزيد من الشركات المالية العالمية للاستفادة من هذه الأصول.

زيادة الإقبال على الاستثمار في منطقة الخليج

يشهد قطاع الاستثمار في منطقة الخليج إقبالاً متزايداً من الشركات العالمية، مدفوعاً بالتدفقات الرأسمالية بين آسيا وأوروبا والمنطقة. وتستفيد دول الخليج من هذه التدفقات لتنويع اقتصاداتها وتعزيز قطاعاتها المالية. تعتبر الإمارات العربية المتحدة، وخاصة أبوظبي، من بين الوجهات الأكثر جاذبية للمستثمرين.

بالإضافة إلى ذلك، أبرمت “لونيت” في مايو الماضي اتفاقية مع شركة “بروكفيلد” (Brookfield) الأمريكية لإدارة الأصول لإنشاء مشروع مشترك برأسمال متوقع يبلغ مليار دولار أمريكي، يركز على الاستثمار في العقارات السكنية في الإمارات والسعودية. يؤكد هذا التعاون على اهتمام المستثمرين بالفرص العقارية في المنطقة.

دور الاستثمار المؤسسي في دعم النمو

يلعب الاستثمار المؤسسي دوراً حاسماً في دعم نمو قطاع إدارة الأصول في منطقة الخليج. وتسعى صناديق الثروة السيادية وشركات التأمين وصناديق التقاعد إلى تنويع استثماراتها وزيادة عوائدها. وتوفر صناديق التحوط والحلول الاستثمارية البديلة فرصاً جذابة لهذه المؤسسات.

ومع ذلك، يواجه قطاع إدارة الأصول في المنطقة بعض التحديات، بما في ذلك المنافسة المتزايدة والتغيرات التنظيمية. يتطلب التغلب على هذه التحديات تطوير بنية تحتية قوية وتعزيز الشفافية والالتزام بأفضل الممارسات العالمية.

من المتوقع أن تشهد المنصة الاستثمارية الجديدة التي أنشأتها “لونيت” و”بريفان هوارد” تطورات إضافية في الأشهر القادمة، بما في ذلك إطلاق صناديق جديدة وجذب مستثمرين جدد. سيكون من المهم مراقبة أداء هذه المنصة وتأثيرها على قطاع إدارة الأصول في المنطقة. كما يجب متابعة التطورات التنظيمية والسياسات الحكومية التي قد تؤثر على الاستثمار في صناديق التحوط والحلول الاستثمارية البديلة.

شاركها.