أُجبرت رحلة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز، متجهة من سان فرانسيسكو إلى هونغ كونغ، على الهبوط اضطراريًا بعد أن ملأ رائحة احتراق مقصورة الطائرة. وقد أثارت هذه الحادثة، التي تتعلق بـرحلة يونايتد إيرلاينز UA869، مخاوف بشأن سلامة الطيران وتشغيل طائرات بوينج 777، خاصةً بعد حوادث مماثلة شهدتها شركات طيران أخرى مؤخرًا.
الرحلة، التي كانت تقل 336 راكبًا و15 من أفراد الطاقم، عادت إلى مطار سان فرانسيسكو الدولي بعد حوالي ساعة من الإقلاع. وأكدت شركة يونايتد إيرلاينز أن الهبوط كان بسبب رائحة مطاط محترق في المقصورة، وأن الركاب قد نزلوا من الطائرة بشكل طبيعي، وسيتم نقلهم إلى هونغ كونغ على متن طائرة أخرى في وقت لاحق من اليوم.
تفاصيل الهبوط الاضطراري لـ رحلة يونايتد إيرلاينز
وفقًا لبيانات من موقع تتبع الرحلات الجوية “FlightRadar24″، فقد أقلعت الرحلة UA869 من مطار سان فرانسيسكو في حوالي الساعة 1:15 ظهرًا بالتوقيت المحلي، بعد تأخير استمر لأكثر من 90 دقيقة. لم يمض وقت طويل حتى عادت الطائرة إلى المطار، مما أثار حالة من الذعر بين الركاب.
أحد الركاب، فنسنت جوه، صرح لـ “Business Insider” أنه بعد حوالي 30 دقيقة من الإقلاع، رأى دخانًا يتصاعد من خارج نافذته، ولاحظ حالة من الهلع بين الركاب المحيطين به. وأشار إلى أن طاقم الطائرة أبلغ الركاب بأن الرحلة ستعود إلى سان فرانسيسكو بسبب رائحة الدخان التي شمها الطيار، وأن قسم الإطفاء سيتم إخطاره.
لم يصدر عن إدارة مطار سان فرانسيسكو أي معلومات حول الحادث، وأحالت وسائل الإعلام إلى قسم العلاقات الإعلامية في شركة يونايتد إيرلاينز. كما لم يرد ممثلون عن إدارة الإطفاء في سان فرانسيسكو على طلبات التعليق.
أسباب رائحة الاحتراق المحتملة
لا تزال أسباب رائحة الاحتراق غير واضحة حتى الآن. تشمل الاحتمالات وجود مشكلة في نظام الفرامل، أو خلل في أحد المحركات، أو حتى مشكلة كهربائية. إجراء تحقيق كامل ضروري لتحديد السبب الجذري للحادث.
يشير خبراء الطيران إلى أن رائحة المطاط المحترق يمكن أن تكون ناجمة عن احتكاك الإطارات أثناء الإقلاع أو الهبوط، أو بسبب مشاكل في الأختام المطاطية المستخدمة في الطائرة. ومع ذلك، فإن وجود الدخان الذي ذكره الركاب يشير إلى احتمال وجود مشكلة أكثر خطورة.
ارتفاع حوادث الدخان في الطائرات: نظرة عامة
ليست هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها طائرة إلى العودة بسبب رائحة أو وجود دخان في المقصورة. ففي شهر فبراير الماضي، أُجبرت رحلة تابعة لشركة دلتا إيرلاينز، كانت متجهة من أتلانتا إلى كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية، على العودة بعد أن أبلغ الطيار عن وجود دخان في المقصورة، وذلك بعد 5 دقائق فقط من الإقلاع.
اضطرّت طائرة تابعة لشركة فرونتير إيرلاينز في أكتوبر 2024 إلى مواجهة حريق أثناء هبوطها في لاس فيغاس، بعد أن اكتشف طاقم المقصورة وجود دخان في قمرة القيادة. هذه الحوادث تثير تساؤلات حول إجراءات السلامة والصيانة الدورية للطائرات.
تعتبر سلامة الطيران أولوية قصوى، وتخضع شركات الطيران لرقابة صارمة من قبل السلطات المختصة. ومع ذلك، فإن الحوادث العرضية لا تزال تحدث، مما يؤكد على أهمية الاستعداد والاستجابة السريعة في مثل هذه المواقف. عمليات الفحص الدورية (صيانة الطائرات) تلعب دورًا حيويًا في منع وقوع مثل هذه الأحداث.
تُظهر هذه الحوادث أيضًا الحاجة إلى مزيد من الشفافية في تقارير الحوادث الجوية، بالإضافة إلى ضرورة توعية الركاب بإجراءات السلامة التي يجب اتباعها في حالات الطوارئ.
تأثير الحوادث على ثقة المسافرين
يمكن أن تؤثر الحوادث المتعلقة بالسلامة الجوية سلبًا على ثقة المسافرين. قد يتردد بعض الأشخاص في السفر بالطائرة بعد سماعهم عن مثل هذه الأحداث، خاصةً إذا كانت هناك مخاوف بشأن الطراز المحدد للطائرة أو شركة الطيران المعنية. (سفر آمن)
تعمل شركات الطيران جاهدةً لاستعادة ثقة المسافرين من خلال التأكيد على التزامها بالسلامة، واتخاذ خطوات إضافية لضمان سلامة رحلاتها. ويشمل ذلك الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة، وتدريب الموظفين بشكل مكثف، وإجراء عمليات فحص أكثر صرامة للطائرات.
من المتوقع أن تجري شركة يونايتد إيرلاينز فحصًا شاملاً للطائرة المتضررة لتحديد سبب رائحة الاحتراق. كما ستوفر الشركة تحديثات للركاب المتضررين فيما يتعلق بترتيبات سفرهم البديلة. تعتبر متابعة نتائج هذا التحقيق أمرًا بالغ الأهمية لتقييم المخاطر المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
