أعلنت شركة أبل مؤخرًا عن نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2024، والتي أظهرت أداءً متباينًا. وبالرغم من تحقيق إيرادات إجمالية بلغت 90.8 مليار دولار أمريكي، إلا أن مبيعات هواتف آيفون – المنتج الرئيسي للشركة – شهدت انخفاضًا طفيفًا بنسبة 2٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. يأتي هذا الإعلان بينما تواجه الشركة تحديات متزايدة في الأسواق العالمية، بما في ذلك المنافسة الشديدة من شركات أخرى مثل سامسونج وشياومي.
أُعلن عن هذه النتائج في مقر أبل الرئيسي في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا يوم الخميس الموافق 9 مايو 2024. وقد انعكست البيانات المالية على أسهم الشركة في بورصة ناسداك، حيث شهدت تذبذبًا طفيفًا بعد الإعلان. يراقب المحللون والخبراء عن كثب أداء الشركة، خاصةً فيما يتعلق بإطلاق منتجات جديدة وتوسيع نطاق خدماتها.
أداء أبل المالي وتحديات سوق الهواتف الذكية
على الرغم من الانخفاض الطفيف في مبيعات آيفون، إلا أن قطاع الخدمات في أبل واصل النمو القوي، حيث ارتفعت إيراداته بنسبة 14٪ لتصل إلى 23.8 مليار دولار أمريكي. يعزى هذا النمو إلى زيادة الإقبال على خدمات مثل Apple Music، و Apple TV+، و iCloud. يشير هذا التوجه إلى اعتماد الشركة بشكل متزايد على مصادر دخل متنوعة بعيدًا عن الاعتماد الكامل على مبيعات الأجهزة.
الإنخفاض في مبيعات الآيفون وأسبابه
يعزو المحللون انخفاض مبيعات آيفون إلى عدة عوامل، منها تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الأسواق الرئيسية، وزيادة فترة الاحتفاظ بالجهاز من قبل المستخدمين، بالإضافة إلى المنافسة القوية من الشركات الأخرى التي تقدم هواتف ذكية بأسعار تنافسية.
نمو قطاع الخدمات كبديل رئيسي للإيرادات
أظهرت أبل التزامًا متزايدًا بتوسيع نطاق خدماتها خلال السنوات الأخيرة. ويعتبر هذا الاستثمار استراتيجيًا لضمان تدفق إيرادات ثابت ومستدام، بعيدًا عن الدورات التقليدية لمبيعات الأجهزة.
تأثير التحديات الجيوسياسية على عمليات أبل
أثرت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وخاصةً بين الولايات المتحدة والصين، على سلسلة التوريد الخاصة بـأبل وعلى قدرتها على الوصول إلى بعض الأسواق. وتعتمد الشركة بشكل كبير على التصنيع في الصين، مما يجعلها عرضة للمخاطر المرتبطة بالحروب التجارية والقيود التجارية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أدت قوانين حماية البيانات الصارمة في بعض البلدان إلى تحديات أمام أبل في تقديم خدماتها بشكل كامل. وتلتزم الشركة بالامتثال لهذه القوانين، ولكنها تسعى في الوقت نفسه إلى إيجاد حلول تضمن حماية خصوصية المستخدمين.
استثمارات أبل في الذكاء الاصطناعي
ركزت شركة أبل خلال الفترة الأخيرة على الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) وتضمينه في منتجاتها وخدماتها. وتهدف الشركة إلى تطوير ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم وزيادة كفاءة الأجهزة.
ومع ذلك، فإن أبل متخلفة بعض الشيء عن منافسيها في هذا المجال، مثل مايكروسوفت وجوجل، اللتين أطلقتا بالفعل أدوات ومنتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير. ولذلك، فإن الشركة تعمل جاهدة لتعزيز قدراتها في هذا المجال وسد الفجوة مع المنافسين.
وفي مجال الأجهزة القابلة للارتداء، شهدت مبيعات Apple Watch نموًا ملحوظًا، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالمستهلكين بتقنيات الصحة واللياقة البدنية. تواصل أبل تطوير هذه الأجهزة وإضافة ميزات جديدة لمراقبة الصحة وتقديم النصائح الطبية.
تشير التقارير إلى أن أبل ربما تكون بصدد إطلاق جهاز iPad جديد في الأشهر القليلة المقبلة. وقد يُركز هذا الجهاز على تقديم تجربة استخدام محسنة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تحسينات في الأداء والشاشة. يدرس الخبراء أيضًا احتمالية إطلاق جهاز iPhone جديد بتقنيات متطورة في وقت لاحق من هذا العام.
من ناحية أخرى، تواجه أبل تدقيقًا متزايدًا من الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بممارساتها الاحتكارية في متجر التطبيقات (App Store). تتهم بعض الشركات أبل بفرض رسوم باهظة على التطبيقات وتقييد المنافسة. وقد تضطر الشركة إلى إجراء تغييرات في سياساتها لتلبية مطالب الجهات التنظيمية.
تتوقع الشركة أن يشهد النصف الثاني من عام 2024 تحسنًا في الأداء، مع إطلاق منتجات جديدة وزيادة الطلب على خدماتها. ولكن يعتمد هذا التوقع على عدة عوامل، بما في ذلك الوضع الاقتصادي العالمي والتطورات الجيوسياسية. من المتوقع أن تقدم أبل المزيد من التفاصيل حول خططها المستقبلية خلال مؤتمر المطورين السنوي المقرر عقده في يونيو 2024. وما زالت الاستثمارات في مجال الحوسبة السحابية (Cloud Computing) ومستقبلها تُعتبر من العوامل الهامة التي يجب متابعتها من قِبل المستثمرين والمحللين.
