أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن جدلاً واسعاً خلال مقابلة مع شبكة ABC News، حيث انتقد طريقة طرح الأسئلة من الصحفية ماري بروس، معتبراً أن المشكلة لا تكمن في السؤال نفسه بل في “السلوك” المصاحب له. وجاءت تعليقات بايدن بينما كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حاضراً، مما زاد من الاهتمام بالقضية. هذه التصريحات، التي صدرت خلال مناقشة قضايا السياسة الخارجية، تثير تساؤلات حول العلاقة بين الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام.
وقعت هذه الحادثة في وقت متأخر من يوم الجمعة، واستهدفت بشكل مباشر شبكة ABC News و صحفيتها ماري بروس. وقد تعليقات الرئيس بايدن بعد مواجهة أسئلة حول الوضع في غزة وأداء الإدارة بشأن هذه القضية. نبأ الانتقاد لاقى انتشاراً واسعاً في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية.
انتقاد الرئيس بايدن لأسئلة ABC News و السياسة الخارجية
لم يوضح الرئيس بايدن بشكل محدد ما الذي اعترض عليه في “السلوك” الذي وصفه، لكنه بدا منزعجاً من نبرة الأسئلة وطريقة تقديمها. هذا التصريح يأتي في سياق توترات متزايدة بين البيت الأبيض وبعض وسائل الإعلام، حيث يتهم البعض الصحافة بالتحيز أو بالتركيز على الجوانب السلبية من أداء الإدارة.
الجدير بالذكر أن المقابلة بأكملها تناولت بشكل كبير التحديات التي تواجهها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد تطرق بايدن إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة للوصول إلى هدنة، معرباً عن قلقه إزاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
تفاصيل الحوار والردود الفعل
وفقًا لتقارير إعلامية، كان الجدل قد بدأ عندما سألت بروس بايدن عن انتقادات موجهة للإدارة لعدم بذل جهود كافية لحماية المدنيين في غزة. ويبدو أن بايدن لم يعجب بطريقة طرح السؤال، رد قائلاً العبارة التي أثارت الجدل: “إنها ليست الأسئلة التي تزعجني، بل سلوكك.”
هذا الرد أثار موجة من الانتقادات من قبل صحفيين وناشطين حقوقيين، الذين اعتبروه محاولة لتقويض حرية الصحافة وترهيب الصحفيين. كما أثار تساؤلات حول ما إذا كان وجود ولي العهد السعودي في نفس المكان قد أثر على رد فعل الرئيس بايدن.
السياق الإقليمي والعلاقات السعودية الأمريكية
يأتي هذا الحادث في وقت يشهد فيه البلدان علاقة معقدة، تتضمن تعاوناً في مجالات الطاقة والأمن، بالإضافة إلى خلافات حول قضايا حقوق الإنسان والوضع في اليمن. كما أن المملكة العربية السعودية هي طرف رئيسي في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الصراع في المنطقة.
أشارت تحليلات سياسية إلى أن تصريحات بايدن قد تكون محاولة لإظهار قوة الموقف الأمريكي في مفاوضات مع الرياض، أو ربما إشارة إلى استياء الإدارة من تغطية ABC News لأحداث المنطقة. بشكل عام، تعتبر العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من العلاقات الثنائية الهامة والمؤثرة في الشرق الأوسط.
في المقابل، لم تصدر ABC News أي رد رسمي على انتقادات الرئيس بايدن حتى الآن، لكن مراقبين يتوقعون أن تدافع الشبكة عن حق صحافييها في طرح الأسئلة الصعبة على المسؤولين الحكوميين.
تعكس هذه الحادثة أيضاً التوتر المتزايد في العلاقات بين وسائل الإعلام والإدارة الأمريكية، حيث تتهم بعض وسائل الإعلام الإدارة بالغموض والتلاعب بالمعلومات، فيما يتهمها البعض الآخر بالتحيز والتركيز على الأخبار السلبية.
تداعيات محتملة على السياسة الخارجية الأمريكية
قد يكون لهذه التصريحات تداعيات سلبية على صورة الولايات المتحدة في الخارج، حيث قد يراها البعض محاولة لتقييد حرية التعبير. كما أنها قد تعقد جهود الإدارة في بناء علاقات قوية مع وسائل الإعلام في المنطقة، وهو أمر ضروري لتحقيق أهدافها في السياسة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر هذه الحادثة على الثقة بين الرئيس بايدن والشخصيات الأجنبية التي يلتقي بها، خاصة إذا شعروا بالقلق من أن الإدارة قد تنتقدهم علناً إذا طرحوا أسئلة صعبة. تحليل الخبراء يشير إلى أن هذا النوع من التصرفات قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية.
يبقى أن نرى ما إذا كان الرئيس بايدن سيصدر اعتذاراً أو توضيحاً لتعليقاته، وما إذا كانت ABC News سترد عليها بشكل رسمي. من المحتمل أن يتناول هذا الموضوع في الأيام القادمة، خاصة في ظل الاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظي به.
الخطوة التالية المتوقعة هي متابعة ردود الأفعال الرسمية من كل من البيت الأبيض وشبكة ABC News. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة التغطية الإعلامية لهذه القضية، وتحليل تأثيرها على الرأي العام. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الخلاف سيؤثر على جدول أعمال الإدارة، أو على العلاقات الثنائية مع المملكة العربية السعودية.
