يواصل المستثمرون العالميون سحب أموالهم من أسواق الأسهم الآسيوية، خاصة تلك المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث أدت التقييمات المرتفعة وتراجع شهية المخاطرة إلى تآكل الثقة. تظهر بيانات حديثة أن المستثمرين الأجانب باعوا أسهماً بقيمة 4.6 مليار دولار في تايوان وكوريا الجنوبية منذ بداية نوفمبر، مما يضع هذه الأسواق على مسار تسجيل أكبر تدفقات خارجة شهرية منذ مارس وأبريل.

تمثل عمليات البيع هذه أحدث إشارة إلى تلاشي الحماس تجاه موجة صعود الذكاء الاصطناعي في آسيا، مع تزايد المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة وعدم اتساق توقعات الأرباح. وفقاً للمحللة الاستراتيجية آنا وو من شركة “فان إيك أسوشيتس”، فإن الأساسيات طويلة الأمد لقطاع الذكاء الاصطناعي لا تزال قوية، لكن العوامل الأخيرة أدت إلى “جني الأرباح وتراجع قصير في المعنويات”.

أساسيات قطاع الذكاء الاصطناعي

رغم أن المستثمرين راهنوا لشهور على الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصة مورّدي الرقائق والمعدات، إلا أن الشكوك حول استمرار موجة الصعود بدأت تتزايد. يشكك بعض المحللين في ما إذا كانت التقييمات الحالية مبررة، خاصة مع تزايد المخاوف من تضخيم الإيرادات والتقييمات نتيجة صفقات تبادل الأعمال.

وقد تأثرت الأسواق الآسيوية الكبرى بهذا التراجع في الثقة. تراجع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي عن ذروته في نوفمبر بعد أن قفز 84% منذ أبريل، كما تخلى مؤشر تايكس التايواني عن جزء من مكاسبه هذا الشهر. وفي اليابان، باع المستثمرون الأجانب أسهماً محلية بقيمة 2.3 مليار دولار حتى 7 نوفمبر، في أول صافي بيع لهم منذ ستة أسابيع.

تأثير التراجع على أسواق أخرى

لا تقتصر تأثيرات التراجع في أسواق الذكاء الاصطناعي على تايوان وكوريا الجنوبية فقط، بل امتدت إلى أسواق أخرى في المنطقة. في الصين، واصل مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا التراجع إلى منطقة التصحيح الفني، مما زاد من القلق بشأن تقييمات الشركات التكنولوجية الكبرى مثل “تينسنت” و”بايدو”.

تراجعت أسهم الشركتين بعد إعلان نتائج الأرباح، حيث خفّضت “تينسنت” توجيهاتها للإنفاق الرأسمالي لعام 2025، بينما قدمت “بايدو” نموذج ذكاء اصطناعي جديد لم يلقَ استحسان المستثمرين.

الآفاق المستقبلية

مع استمرار تقلبات أسواق الأسهم الآسيوية، يبقى السؤال حول مستقبل موجة صعود الذكاء الاصطناعي. تشير التوقعات إلى أن المستثمرين سيظلون حذرين في الفترة القادمة، خاصة مع انتظار قرارات الفائدة الأمريكية ونتائج الشركات الكبرى. وفي ظل هذه التحديات، سيكون على المستثمرين مراقبة التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

من المتوقع أن تستمر الأسواق الآسيوية في التفاعل مع التطورات العالمية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات النقدية وتوقعات النمو الاقتصادي. ومع استمرار الشكوك حول تقييمات الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قد نشهد مزيداً من التقلبات في الأسواق في الأسابيع القادمة.

شاركها.