أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن تقديمها لتنازلات لمعالجة مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن صفقة استحواذها على شركة “كوفيسترو” الألمانية بقيمة 12 مليار يورو. وجاء هذا الإعلان بعد أن فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقًا شاملاً في الصفقة في يوليو الماضي.

وأكدت المفوضية الأوروبية تلقيها التنازلات المقدمة من “أدنوك” في الثاني من أكتوبر، لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول العرض، مشيرة إلى أنها لم تحدد موعدًا نهائيًا جديدًا للقرار بعد تأجيله لطلب المزيد من التفاصيل.

تفاصيل التنازلات المقدمة من “أدنوك”

تضمنت حزمة الالتزامات التي قدمتها “أدنوك” تعهدًا بالحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لـ”كوفيسترو” في أوروبا، إلى جانب طمأنة بشأن الدعم الحكومي غير المحدود لـ”أدنوك” من الإمارات. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن هذه التنازلات تهدف إلى معالجة مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن تأثير الصفقة على المنافسة في السوق الأوروبية.

ويرى محللون أن هذه التنازلات قد تلعب دورًا حاسمًا في حسم المفوضية الأوروبية لقرارها بشأن الصفقة. وفي هذا السياق، ارتفعت أسهم “كوفيسترو” بنسبة 1% إلى 59.30 يورو في الساعة 10:26 صباحًا في فرانكفورت، مما قلل الفارق عن عرض “أدنوك” عند 62 يورو للسهم إلى نحو 4.4%.

أهمية صفقة “كوفيسترو” لـ”أدنوك”

من شأن استحواذ “أدنوك” على “كوفيسترو” أن يمنحها السيطرة على شركة ألمانية متخصصة في توريد المواد لعدد من أكبر مصنعي الهواتف والسيارات في العالم. وستملك “أدنوك” “كوفيسترو” عبر “إكس آر جي”، وحدة الاستثمار التابعة التي تأسست في نوفمبر بصفتها المنصة العالمية للشركة لحلول الغاز الطبيعي والكيماويات والطاقة.

وتأتي هذه الصفقة في إطار استراتيجية “أدنوك” للتوسع في قطاع الكيماويات والطاقة، وتعزيز وجودها في السوق العالمية. ومع ذلك، لا يزال يتعين على “أدنوك” الحصول على موافقة المفوضية الأوروبية لإتمام الصفقة.

التحقيق الأوروبي والنتائج المحتملة

فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقًا شاملاً في صفقة “كوفيسترو” بموجب القواعد الصارمة الجديدة بخصوص الدعم الأجنبي، التي تهدف إلى منع الدول الأجنبية من استغلال قوتها المالية لتهديد المنافسة في التكتل المكون من 27 دولة. وأشار مسؤولو المفوضية إلى أن التمويل الحكومي لـ”أدنوك” قد يمنحها ميزة مجحفة على منافسين لديهم إمكانيات مالية أقل.

وفي انتظار قرار المفوضية الأوروبية، يظل مصير صفقة “كوفيسترو” معلقًا. ومن المتوقع أن تتخذ المفوضية قرارها في الأسابيع المقبلة، بناءً على التنازلات المقدمة من “أدنوك” ونتائج التحقيق.

وفي ختام هذا التحليل، يبدو أن مستقبل صفقة “أدنوك” على “كوفيسترو” يتوقف على نتيجة تحقيق المفوضية الأوروبية. ومع تقديم “أدنوك” لتنازلات تهدف إلى تهدئة المخاوف الأوروبية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التنازلات ستكون كافية لإتمام الصفقة بنجاح.

شاركها.