أعلنت وزارة المالية عن ارتفاع عجز الميزانية خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ووفقًا للبيانات الرسمية، بلغ العجز 120 مليار ريال، مما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على الاقتصاد الوطني.
وتأتي هذه الزيادة في العجز في ظل تراجع إيرادات النفط نتيجة للتقلبات في أسعار الخام العالمية، بينما ارتفعت النفقات العامة بسبب زيادة الإنفاق على المشاريع التنموية والخدمات العامة. وبحسب وزارة المالية، فإن هذه التحديات تتطلب استراتيجية مالية متكاملة لضمان استدامة المالية العامة.
أسباب ارتفاع عجز الميزانية
ويرجع ارتفاع عجز الميزانية إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع إيرادات النفط التي تشكل جزءًا كبيرًا من إجمالي الإيرادات الحكومية. وقد تأثرت هذه الإيرادات بشكل كبير بتقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية.
ومع ذلك، ساهمت بعض السياسات المالية في الحد من تأثير هذه التقلبات، حيث عملت الحكومة على تنويع مصادر الدخل من خلال تعزيز الإيرادات غير النفطية، مثل ضرائب القيمة المضافة والرسوم الجمركية.
دور الإيرادات غير النفطية
وفي هذا السياق، لعبت الإيرادات غير النفطية دورًا مهمًا في دعم المالية العامة. فقد ارتفعت إيرادات ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20% خلال الفترة المذكورة، مما ساعد في تعويض جزء من النقص في إيرادات النفط.
وفي الوقت نفسه، واصلت الحكومة جهودها لتعزيز هذه الإيرادات من خلال تحسين كفاءة التحصيل الضريبي وتوسيع قاعدة المكلفين بالضرائب.
تأثير عجز الميزانية على الاقتصاد
ومع استمرار ارتفاع عجز الميزانية، يخشى خبراء الاقتصاد من تأثيرات سلبية محتملة على الاقتصاد الوطني. فقد يؤدي استمرار العجز إلى زيادة الدين العام، مما قد يؤثر على قدرة الحكومة على تمويل مشاريع التنمية.
وفي هذا الإطار، تشير التوقعات إلى أن الحكومة قد تتجه إلى إصدار المزيد من السندات لتمويل العجز، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على السياسة النقدية.
استراتيجيات مواجهة التحديات
وفي مواجهة هذه التحديات، تعمل الحكومة على تنفيذ استراتيجية مالية شاملة تهدف إلى تحسين المالية العامة وتعزيز الاستدامة المالية. وتشمل هذه الاستراتيجية تعزيز الإيرادات غير النفطية، وترشيد الإنفاق العام، وتحسين كفاءة إدارة الدين العام.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الاستراتيجية في تقرير الميزانية المقبل، الذي سيحدد الخطوات العملية التي ستتخذها الحكومة لمعالجة عجز الميزانية.
وفي الختام، يبقى الوضع المالي حساسًا ويتطلب متابعة دقيقة. ومن المتوقع أن تعلن الحكومة عن إجراءات إضافية لمعالجة العجز في الميزانية خلال الأشهر القليلة المقبلة. وستكون هذه الخطوات حاسمة في تحديد مسار المالية العامة واستدامتها على المدى الطويل.
