تراجعت سوق الأسهم السعودية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث واصلت قيم التداول الضعيفة عزوف المستثمرين عن المخاطرة. ألقى المحللون باللوم على عدة عوامل، أبرزها ضعف أحجام التداول وترقب المستثمرين لمآلات أسواق المال والاقتصاد في الولايات المتحدة.
يرى محمد زيدان، المحلل المالي الأول في “الشرق”، أن الانخفاضات التي تكبدها المؤشر على مدى الأسبوعين الماضيين هي موجة تصحيحية قصيرة الأجل تزامناً مع انتهاء موسم النتائج الفصلية للشركات. وأضاف أن بقاء المؤشر أعلى مستوى 11 ألف نقطة يعني استمرارية الاتجاه الصاعد على المدى القصير.
أداء السوق السعودية وارتباطه بالأسواق الأميركية
يربط إبراهيم الهندي، الباحث في “مركز أبحاث الأسواق العربية”، بين أداء السوق السعودية ونظيرتها الأميركية. وأشار إلى ترقب المتعاملين لمآلات أسواق المال والاقتصاد في الولايات المتحدة حتى نهاية العام، حيث يتوقع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا لصالح الأسهم الدفاعية.
قال الهندي خلال مداخلة مع “الشرق” إن “الكثير من بيوت الخبرة يتوقع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا لصالح الأسهم الدفاعية، وهناك ضبابية مرتفعة بالنسبة لأرقام الاقتصاد الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي”.
إعادة تمركز للمؤسسات والصناديق
تتوقع ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن تشهد السوق خلال الأسابيع المتبقية من العام عمليات إعادة تمركز من المستثمرين، لا سيما المؤسسات والصناديق، بعد تقييم موسم النتائج. وأوضحت أن الصناديق ومؤسسات الاستثمار تركز بدرجة أكبر على الاستثمار طويل الأمد.
من جانبه، يرى إبراهيم النويبت، الرئيس التنفيذي لشركة “قيمة المالية”، أن وجود المستثمر طويل الأمد هو ما يخلق التوازن في السوق. وأضاف أن هذا النوع من المستثمرين يركز بالدرجة الأولى على التوزيعات النقدية.
تأثير إصدارات الدين على السوق
قال النويبت خلال مقابلة مع “الشرق” إن “المستثمر ليس مضارباً بل يهتم بالقيمة التي تعود من وراء السهم. منذ العام الماضي نشهد طروحات كبيرة على مستوى الاكتتابات وكذلك السندات والصكوك التي تقدم توزيعات ممتازة”. وأشار إلى أن هذا النشاط في الإصدارات أضعف السوق.
تستعد عدة شركات لطرح حصة من أسهمها للاكتتاب العام في السوق الرئيسية، أحدثها شركة “الرمز” العقارية التي تعتزم طرح 30% من رأسمالها الإجمالي في “تداول”. وتعليقاً على ذلك، قال النويبت إن على الشركة والمستشار المالي وضع حالة السوق في الاعتبار عند التسعير.
من المتوقع أن تستمر السوق في الاتجاه العرضي حتى نهاية العام، مع ترقب المستثمرين لمآلات أسواق المال والاقتصاد في الولايات المتحدة. كما يتوقع المحللون أن تشهد السوق عمليات إعادة تمركز من المستثمرين خلال الأسابيع المتبقية من العام.