شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بسرطان القولون بين الشباب، حيث يتم تشخيص العديد منهم في مراحل متقدمة من المرض، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. في هذا السياق، تبرز قصة برينلي لوستر، الشابة التي تم تشخيصها بسرطان القولون في سن 21 عامًا، وهي تجربة مؤلمة تكشف عن التحديات التي يواجهها المرضى الشباب.
برينلي و شقيقتها التوأم مارييلا لوستر كانتا تعيشان حياة متشابهة منذ الطفولة، حيث كانتا تدرسان في نفس الكلية وتزوجتا في نفس اليوم. ومع ذلك، فإن تشخيص برينلي أحدث تحولًا كبيرًا في مسار حياتها، حيث اضطرت إلى الخضوع لعمليات جراحية وعلاج كيميائي، مما أثر على خططها المستقبلية.
أعراض مبكرة
بدأت برينلي تشعر بأعراض غير مريحة، مثل آلام البطن والإرهاق، في الفترة التي تسبق تخرجها من الكلية. في البداية، اعتبرت هذه الأعراض نتيجة للضغط النفسي والتوتر، ولكن مع تفاقم الألم وزيادة عدد مرات التردد على الحمام، أدركت أنها تعاني من مشكلة صحية خطيرة.
ماريلا، شقيقة برينلي، كانت أول من لاحظ التغيير في شخصية برينلي وصحتها. حيث أشارَت إلى أن برينلي أصبحت أكثر اكتئابًا وفقدت الاهتمام في الأنشطة التي كانت تستمتع بها سابقًا.
التشخيص والعلاج
بعد أكثر من عام من المعاناة من الألم والإرهاق، تم تشخيص برينلي بسرطان القولون في مرحلة متقدمة، حيث انتشر المرض إلى الغدد الليمفاوية والكبد. كان هذا التشخيص صدمة كبيرة للعائلة، حيث كانت برينلي تبلغ من العمر 21 عامًا فقط.
خضعت برينلي لعملية جراحية لإزالة الورم، تليها عدة جولات من العلاج الكيميائي. خلال هذه الفترة، واجهت برينلي تحديات كبيرة، بما في ذلك الغثيان الشديد والإرهاق، مما أثر على حياتها اليومية.
التأثير على الحياة الشخصية
كان لتشخيص برينلي تأثير كبير على حياتها الشخصية، حيث أثر على خططها المستقبلية، بما في ذلك قراراتها بشأن الإنجاب. فقد خضعت لعملية تجميد البويضات قبل بدء العلاج الكيميائي، خوفًا من تأثيره على خصوبتها.
وفي ظل هذه التحديات، وجدت برينلي وماريلا طرقًا لدعم بعضهما البعض. حيث بدأتا في إنشاء مشروع تجاري صغير يُدعى “ستوديو البورت”، الذي يهدف إلى تصميم ملابس مريحة للمرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
التحديات المالية
كان للعلاج تأثير مالي كبير على عائلة برينلي، حيث بلغت التكاليف الإجمالية للعلاج ما يقرب من مليون دولار. ومع ذلك، تلقت العائلة دعمًا من الأصدقاء والمجتمع، مما ساعد في تخفيف العبء المالي.
وفي النهاية، وبعد 10 أشهر من التشخيص، أعلن الأطباء أن برينلي في حالة سكون، مما كان بمثابة إنجاز كبير للعائلة. ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، حيث يتعين على برينلي التعامل مع عواقب العلاج على المدى الطويل.
تظل قصة برينلي لوستر تذكيرًا بأهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون، خاصة بين الشباب، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المرضى وأسرهم خلال رحلة العلاج.
