تراجع سعر الذهب بعد أن سجل مكاسب في الجلسة السابقة، حيث قام المتعاملون بتقييم احتمال انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بالإضافة إلى بيانات سوق العمل الضعيفة. يأتي هذا التراجع في ظل توقعات بأن مجلس النواء سيعود إلى واشنطن يوم الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن إعادة فتح الحكومة.
أظهرت بيانات “إيه دي بي ريسيرش” أن الشركات الأمريكية خفضت 11250 وظيفة أسبوعيًا في الأسابيع الأربعة الأخيرة، مما يشير إلى تباطؤ في سوق العمل. هذا التراجع في سوق العمل أثر على سعر الذهب، حيث فقد مكاسبه بعد أن كان يُتوقع أن يستفيد من تراجع الدولار.
تباطؤ سوق العمل وتأثيره على الذهب
قال مايكل هاي، رئيس قسم أبحاث الدخل الثابت والسلع في “سوسيتيه جنرال”، إن انخفاض أسعار الذهب قد يكون نتيجة لتدفقات خارجة من صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب. وأضاف أن نموذجه يشير إلى أن تحرك الذهب بنسبة 1% يمكن تفسيره بتدفق يعادل 10 أطنان في صناديق المؤشرات.
تراجعت أسعار الذهب في الأسابيع الأخيرة بعد أن بلغت مستويات قياسية، حيث عمد المستثمرون إلى جني الأرباح. وشهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب تدفقات للخارج لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، وفق بيانات “بلومبرغ”.
مكاسب سنوية قياسية للذهب
رغم التراجع الأخير، لا يزال سعر الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ 1979، حيث ارتفع بأكثر من 55% منذ بداية العام. يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها مشتريات البنوك المركزية المرتفعة وتوقعات بتيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
قال كريستوفر وونغ، استراتيجي لدى “أوفرسي-تشاينيز بانكنغ كورب”، إن العوامل الأساسية التي تدعم الاتجاه الصعودي للذهب على المدى المتوسط ما تزال قائمة. وأضاف أن الاحتياطي الفيدرالي من المتوقع أن يواصل تيسير السياسة النقدية حتى 2026.
بلغ سعر الذهب نحو 4,113.39 دولار للأونصة بانخفاض 0.1% في نيويورك. في حين تراجع مؤشر “بلومبرغ” للدولار قليلاً. أما الفضة فاستقرت، فيما ارتفع البلاتين والبلاديوم.
من المتوقع أن يعود مجلس النواب إلى واشنطن يوم الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن إعادة فتح الحكومة، مما قد يؤثر على سعر الذهب في الجلسات القادمة. سيكون على المتعاملين مراقبة التطورات السياسية وبيانات سوق العمل لتحديد اتجاه الذهب في الفترة المقبلة.
