بعد يوم واحد من تصريحه بأنه بدأ يفقد صبره على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “إنه مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما توافق جميع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتشرع في فعل الشيء نفسه، وعندما تتوقف جميعها عن شراء النفط من روسيا”.
كانت عدة دول أوروبية قد خفضت أو توقفت عن شراء النفط الروسي، لكن عديد من دول الناتو، بما في ذلك المجر، منعت مقترحات أكثر صرامة من قبل الاتحاد الأوروبي لاستهداف قطاع الطاقة الروسي.
ذكرت “بلومبرغ” يوم الجمعة الماضي أن الولايات المتحدة تخطط لحث الحلفاء في مجموعة الدول الـ7 على فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الصين والهند بسبب مشترياتهما من النفط الروسي، كجزء من في محاولة لإقناع بوتين بإنهاء الغزو الروسي على جارتها.
قال ترمب عبر منصة “تروث” إن ما طلبه يتعين أن يضاف إلى “فرض الناتو رسوما جمركية عقابية تراوح بين 50-100% على الصين، على أن يتم سحبها بالكامل بعد انتهاء الحرب مع روسيا و أوكرانيا”.
واعتبر أن هذا “سيساعد كثيرا على إنهاء هذه الحرب الدامية والسخيفة في الوقت نفسه بين روسيا وأوكرانيا”.
تبنى ترمب في بعض الأحيان لهجة أكثر مرونة تجاه الصين، في الوقت الذي يواصل فيه الضغط من أجل عقد قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وإبرام صفقة تجارية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
أي خطوة لفرض عقوبات على الصين من المرجح أن تؤدي إلى رد فعل انتقامي قوي من بكين وتعطيل هدنة الحرب التجارية المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين.
من المقرر أن يجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأمريكي جيمسون جرير مسؤولين صينيين في مدريد خلال الأيام المقبلة.
وزراء مالية مجموعة السبع ناقشوا كيفية زيادة الضغط على روسيا خلال اجتماع يوم الجمعة الماضي.
حتى الآن، قاوم ترمب إضافة عقوبات جديدة على روسيا أثناء سعيه إلى إجراء محادثات سلام مع بوتين. لكن بعدما لم تسفر قمة مع بوتين في ألاسكا عن أي توقف مؤقت في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم يتمكن ترمب من ترتيب لقاء ثلاثي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
في الأيام الأخيرة، كانت هناك دلائل متزايدة على أن صبر ترمب مع بوتين بدأ ينفد، خاصة مع شنّ روسيا ضربات جوية لعدة أيام على كييف في في أعقاب اجتماع ألاسكا.
قال ترمب: “كما تعلمون، كان التزام الناتو بالنصر أقل بكثير من 100%. كما أن شراء النفط الروسي من قبل البعض كان صادمًا، إذ يضعف كثيرا موقفكم التفاوضي”.
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حليف ترمب الذي حافظ أيضا على علاقات وثيقة مع بوتين، لم يُظهر سوى القليل من الاستعداد لتغيير معارضته للعقوبات على النفط الروسي.
وترتبط المجر بعقد شراكة مع “غازبروم” الروسية مقابل 4.5 مليار متر مكعب سنويا، يمتد حتى 2036، والذي استُكمل بمشتريات إضافية منذ 2022.