حددت حكومتا السعودية وجنوب إفريقيا مجالات ذات أولوية للتعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة من الطاقة المتجددة إلى التعدين والأدوية والسياحة حتى صناعة السيارات، وذلك ملتقى الأعمال السعودي الجنوب إفريقي اليوم علي هامش اللجنة الحكومية المشتركة التي بدأت أمس.

ووعد وزير التجارة والصناعة والتنافسية الجنوب إفريقي باركس تاو المستثمرين السعوديين على معالجة التحديات التي تواجههم لتسهيل دخولهم وتعزيز انسيابية الاستثمارات المتبادلة.

تتعلق أبرز التحديات الازدواج الضريبي، وحفظ حقوق المساهمين، وتسهيل استرداد رؤوس الأموال، إضافة إلى اشتراط وجود شريك محلي في بعض القطاعات بجنوب إفريقيا.

من جهته، أوضح بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، أن قطاع التعدين يمثل أحد أبرز مجالات التعاون، لكون جنوب إفريقيا تمتلك خبرات طويلة في هذا المجال، مبينا أن السعودية تسعى إلى جذب الشركات الجنوب إفريقية المتخصصة في خدمات وتقنيات التعدين، إلى جانب خلق شراكات بين المستثمرين السعوديين ونظرائهم في جنوب إفريقيا.

وحدد الخريف خلال تصريحات صحافية لوسائل الإعلام، القطاعات التي تحظى بالأولوية للتعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة، وتشمل: الطاقة المتجددة، التعدين، الأدوية، السياحة، وصناعة السيارات، مؤكداً في الوقت ذاته وجود تعاون قائم في مجالات أخرى مثل البناء والتشييد والاستثمارات المتبادلة.

وأضاف أن “قطاع الصناعة بدوره يوفر فرصاً كبيرة للشراكة، خصوصا في مجالات صناعة السيارات، الأدوية، الصناعات الغذائية والتقنيات المتقدمة”، مبينا أن اللقاء مع ممثلي القطاع الخاص تميز بطرح برنامج عملي وواضح، جرى خلاله مناقشة قضايا التمويل، تسريع التراخيص، وتوضيح برامج الدعم الحكومية.

وأكد تفاؤله بقدرة هذه الجهود على تحقيق نتائج ملموسة، مشيرا إلى أن السعودية تستهدف تطوير قطاع التعدين بشكل واسع، بغض النظر عن مصدر الاستثمارات، مشددا على أهمية استقطاب أفضل التقنيات والخبرات العالمية، وتوطين الكفاءات البشرية.

ولفت إلى إمكانية التكامل بين الموارد الطبيعية الغنية في جنوب إفريقيا، والصناعات التحويلية في المملكة، مستفيدة من موقعها الجغرافي وتنافسيتها في قطاع الطاقة.

وذكر أن التعاون أثمر عن نجاحات عملية مثل اعتماد تصدير اللحوم الجنوب إفريقية إلى السوق السعودية بعد استكمال إجراءات الحلال، كما يجري العمل على تعزيز الشراكات في قطاع السيارات تماشياً مع خطط المملكة لتأسيس صناعة وطنية للسيارات، إضافة إلى التعاون في مجال الهيدروجين عبر مشروع “نيوم”، الذي يعد الأكبر عالمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين.

من جهته، قال لـ”الاقتصادية” الدكتور هشام العمودي نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الجنوب إفريقي: إن اجتماعات المجلس شارك فيها نحو 120 شركة من جنوب إفريقيا إلى جانب عدد واسع من الشركات السعودية، لافتا إلى أن التركيز انصب على 5 قطاعات رئيسة تشمل: التعدين، الصحة، الأمن الغذائي، السياحة العلاجية، والقطاع اللوجستي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وأشار نائب رئيس المجلس إلى مشروعين استثماريين تم الاتفاق عليهما أخيرا، الأول يتمثل في افتتاح مصنع بجازان باستثمار أجنبي جنوب إفريقي بقيمة 65 مليون ريال في مجال تصنيع المعدات والمنتجات الطبية مثل الإبر والكمامات.

أما المشروع الثاني فيتعلق بشركة “آسبن” الجنوب إفريقية المتخصصة في صناعة الأدوية، والتي نقلت مقرها الإقليمي من دبي إلى الرياض قبل 3 أشهر، ما يتيح فرصا أكبر لتعزيز التعاون المباشر بين المستثمرين في البلدين.

وحول التحديات التي تواجه المستثمرين، أشار إلى أن أبرزها تتعلق بالازدواج الضريبي، حفظ حقوق المساهمين، وتسهيل استرداد رؤوس الأموال، إضافة إلى اشتراط وجود شريك محلي في بعض القطاعات بجنوب إفريقيا، مؤكدا أن هذه القضايا طُرحت على وزير التجارة الجنوب إفريقي، الذي وعد بالعمل على معالجتها.

شاركها.