وقعت “مايكروسوفت” اتفاقا يمتد لعدة سنوات بقيمة تقارب 20 مليار دولار للحصول على قدرات حوسبة سحابية للذكاء الاصطناعي من “نيبيوس جروب” وهي شركة تكنولوجية منبثقة عن عملاق الإنترنت الروسي “ياندكس”.

قيمة الصفقة ستتراوح بين 17.4 و 19.4 مليار دولار بحلول 2031، ويضم مستثمرو الشركة كلا من “إنفيديا” و”أكسل بارتنرز”، وفقا لإفصاح صادر عن “نيبيوس” لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أمس الاثنين.

يمثل هذا الاتفاق مكسبا ضخماً لـ”نيبيوس” التي تسعى إلى الاستفادة من موجة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي عبر توسيع عملياتها في مراكز البيانات، أما “مايكروسوفت” فهي تحاول مواجهة النقص المستمر في قدرات الحوسبة السحابية المخصصة للذكاء الاصطناعي.

ارتفعت أسهم “نيبيوس” 50% في التداولات المتأخرة عقب الإعلان، في حين لم تشهد أسهم “مايكروسوفت” تغيرا، وكانت أسهم “نيبيوس” قد تضاعفت أكثر من مرتين منذ بداية هذا العام.

تزايد الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي

مع تزايد الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي، رفعت “مايكروسوفت” استثماراتها إلى مستويات قياسية خلال الأعوام الأخيرة، مركزةً على بناء مراكز بيانات جديدة وتجهيزها بخوادم ومعدات شبكية باهظة الثمن.

رغم هذا التوسع السريع، ما يزال الطلب على خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي يفوق العرض، وكانت المديرة المالية لـ”مايكروسوفت” إيمي هود، قالت للمستثمرين في يوليو الماضي إن الشركة تتوقع “الاستمرار في مواجهة قيود على مستوى الطاقة الاستيعابية” حتى نهاية هذا العام.

غالبا ما تجد “مايكروسوفت” نفسها عاجزةً عن توفير قدرات كافية لتلبية احتياجاتها الخاصة، سواء لتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي أو لتقديم خدمات “أزور”لزبائنها. كما أن لديها عقداً لتزويد “أوبن إيه آي” المطورة لـ”شات جي بي تي”، بخدمات الحوسبة، فضلا عن اتفاقيات للحصول على قُدرات إضافية من شركات مثل “كور ويف”.

زيادة نشاط مايكروسوفت في مجال الحوسبة السحابية

لم تفصح “مايكروسوفت” عن الكيفية التي ستستخدم بها موارد “نيبيوس”، كما أنها لم ترد فوراً على طلب للتعليق، من جانبها قالت “نيبيوس” إنها ستوفر لـ”مايكروسوفت” قُدرات مخصصة من مركز بيانات جديد في فينلاند بولاية نيوجيرسي، في وقت لاحق من هذا العام.

وأضافت أن الاتفاق سيسهم في نمو نشاطها في مجال الحوسبة السحابية للذكاء الاصطناعي ابتداء من 2026، لكنه سيتطلب في الوقت ذاته البحث عن وسائل تمويل إضافية لدعم هذا النمو السريع، وأوضحت أن النفقات الرأسمالية المرتبطة بالاتفاق سيتم تغطيتها من خلال من النقد المتوفر من العقد والديون المضمونة، بحسب بيان الشركة التي تتخذ أمستردام مقراً لها.

وأشارت “نيبيوس” إلى أنها “تقيّم عدداً من خيارات التمويل الإضافية لتمكين نمو أسرع بكثير مما كان مخططاً له في البداية”، مضيفة أنها ستُطلع السوق على إستراتيجيتها التمويلية في الوقت المناسب.

شاركها.