قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف لـ”الاقتصادية”، إن التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية العالمية فتحت المجال أمام تعاون سعودي وجنوب إفريقي في قطاعات إستراتيجية، وعلى رأسها صناعة السيارات.

الخريف أكد على هامش أعمال الدورة العاشرة من اللجنة السعودية الجنوب إفريقية المشتركة في الرياض، أن السعودية تمتلك قطاع سيارات ناشئ يحتاج إلى قاعدة متكاملة من سلاسل الإمداد، بينما تمتلك جنوب إفريقيا قدرات صناعية متقدمة يمكن أن تدعم هذا التوجه.

اللجنة السعودية الجنوب إفريقية المشتركة، ناقشت التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية العالمية، خاصة تلك التي اتخذتها الولايات المتحدة وأثرت بصورة مباشرة في الاستثمارات، والصادرات، وربحية الشركات، إضافة إلى الطاقات الإنتاجية لعدد من الدول، بحسب الخريف.

يشار إلى أن الصادرات السعودية غير النفطية إلى جنوب إفريقيا بلغت 2.3 مليار ريال خلال العام الماضي 2024، مقابل 3.38 مليار ريال لصادرات جنوب إفريقيا إلى السعودية، ما يبرز ديناميكية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لمزيد من التنويع في حجم ومجالات التبادل التجاري.

وزير الصناعة بين أن “قطاع التعدين في جنوب إفريقيا يعد من بين الأقدم والأكثر نضجا في العالم، ونحن حريصون على الاستفادة من تجاربه ونقل خبراته، وسنفتح المجال لشراكات في خدمات التعدين التي نحتاجها فضلا عن دراسة الفرص في الصناعات التحويلية المرتبطة بالتعدين”.

أشار إلى أن عددا من القطاعات المستهدفة مثل صناعة السيارات، الطاقة المتجددة، التقنيات الحديثة، والأدوية، تمثل أرضية واسعة للتعاون، نركز على إيجاد الفرص المناسبة التي تحفز القطاع الخاص في البلدين للعمل على مشاريع مشتركة تعود بالنفع المتبادل”.

وقال إن الجانب السعودي ترأسه وزارة الصناعة والثروة المعدنية، إلا أن المشاركة شملت طيفا واسعا من الوزارات والهيئات. وقال: “اليوم شارك معنا نحو 25 جهة سعودية في الاجتماعات، وكل منها قدم مقترحات وفرصاً عملية للتعاون مع نظرائها في جنوب إفريقيا، وهو ما يبرز حجم الاهتمام والطموح المشترك”.

الخريف دعا إلى بناء شراكات أوسع تشمل نقل المعرفة وتطوير المهارات والابتكار التكنولوجي، مستندا إلى برامج رؤية 2030، وموقعها الجغرافي، ومؤكدا أن الشراكة بين الرياض وبريتوريا قادرة على قيادة مسارات جديدة للنمو المستدام وحماية البيئة.

تعميق الشراكة الإستراتيجية

بين وزير التجارة والصناعة والمنافسة الجنوب إفريقي باركس تاو، أن انعقاد الدورة العاشرة للجنة السعودية الجنوب إفريقية المشتركة يمثل محطة مهمة لتعميق الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وبريتوريا، مؤكدا أن بلاده ترى في هذا الاجتماع فرصة لتوسيع آفاق التعاون مع السعودية في مجالات التجارة والاستثمار، والتعليم، والثقافة، والتقنية. وأوضح أن جنوب إفريقيا تتطلع إلى البناء على النجاحات السابقة بما يتيح فتح مسارات جديدة للتعاون الإقليمي والدولي مع السعودية.

الوزير الجنوب إفريقي أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزا على دفع التعاون العملي في قطاعات حيوية، بما يعزز المصالح المشتركة ويواكب التحولات الاقتصادية والتنموية التي يشهدها البلدان.

افتتاح ملتقى الأعمال السعودي–الجنوب أفريقي

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، خلال افتتاح ملتقى الأعمال السعودي–الجنوب أفريقي اليوم، متانة العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي المثمر بين البلدين.

وأشار إلى أن إنشاء مجلس أعمال السعودية في أفريقيا يُعَدُّ قوة دافعة لتحقيق الازدهار، لافتا إلى تحديد قنوات جديدة للتعاون بين المملكة وجنوب أفريقيا لتعزيز تيسير التجارة بين البلدين.

وقال “تحقيق هذه الأهداف هو جزء من مهام مجلس الأعمال السعودي الجنوب أفريقي، فقد حولنا الوعود إلى واقع ملموس من خلال إنشاء مقر إقليمي لشركة معادن في جنوب أفريقيا لتعزيز ودعم العمليات في أنحاء القارة الأفريقية”.

يذكر أن العلاقات بين البلدين تشهد نموا متسارعا تقوده استثمارات سعودية إستراتيجية في جنوب إفريقيا، من أبرزها مشروعات أكوا باور المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تشمل محطة بوكبورت لإنتاج الكهرباء بتقنية الطاقة الشمسية المركزة في مقاطعة كيب الشمالية، إضافة إلى مشروعات أخرى للطاقة الشمسية والهجينة.

تواصل شركة سابك دورها كشريك تجاري طويل الأمد بجنوب إفريقيا من خلال وجود فعلي عبر مراكز المبيعات والتخزين والتوزيع في مدينة ديربان، فضلا عن مكاتب مبيعات في كيب تاون، ما يعزز حضورها الإقليمي ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في قطاع الصناعات البتروكيماوية.

شاركها.