تضع السعودية اللمسات الأخيرة على إطلاق سوق عالمية للسلع التعدينية “بورصة”، في خطوة إستراتيجية تعزز مكانتها كمحور رئيسي في تجارة الموارد الطبيعية، وفق ما أكده لـ “الاقتصادية” نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر.

المديفر قال إن دراسة سوق السلع في مراحلها النهائية، إذ إن القطاع المالي السعودي يضع الأنظمة والتشريعات اللازمة حاليا لدعم السوق وضمان حوكمتها وحمايتها بما يواكب تطلعات المستثمرين والمتعاملين في مدينة الرياض.

وحول المؤتمر الدولي للتعدين الخامس المزمع عقده في يناير المقبل بالرياض، كشف المديفر، عن بعد إستراتيجي جديد يربط قطاع التعدين بسلاسل القيمة العالمية. وسيشارك فيه أكبر 20 شركة تعدين في العالم، والتي قد تصل قيمتها السوقية إلى 3 تريليونات دولار، إلى جانب حضور قوي لشركات المستهلكين من المعادن، وصناعة السيارات والإلكترونيات، إضافة إلى شركات التمويل وتجار تداول هذه السلع.

المديفر أوضح أن القطاع يحتاج إلى تمويل وتجّار لضمان انطلاق سوق متميزة للسلع في مدينة الرياض، قادرة على المنافسة عالميا، مشيرا إلى أن هذه المشاركة الواسعة تمثل نقطة تحول حقيقية في ربط التعدين بسلاسل القيمة العالمية، وترسخ دور المملكة كلاعب مؤثر في المشهد الاقتصادي الدولي

نائب وزير الصناعة أشار إلى أن قطاع التعدين في المملكة شهد قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع ترتيبه في تقرير “فريزر” العالمي وهو أحد أهم المؤشرات المحايدة التي تستند إليها الشركات الاستثمارية التعدينية من المرتبة 104 قبل إطلاق رؤية 2030 إلى المرتبة 23 حاليا ضمن الدول المتقدمة، مؤكدا أن السعودية تطمح إلى الوصول إلى قائمة أفضل عشر دول في العالم في هذا القطاع.

وبين أن مؤتمر التعدين الدولي يمثل أداة قوية لإيصال رسائل السعودية إلى العالم، سواء من حيث فتح قطاع التعدين أمام الاستثمارات، أو تسهيل فرص الاستثمار في المنطقة الكبرى التي تشمل إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والتي تضم دولاً ذات قدرات كبيرة قادرة على تلبية الطلب العالمي المتنامي على المعادن، مشيرا إلى أن الاجتماع الوزاري المصاحب للمؤتمر يعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم في قطاع التعدين، حيث شهدت نسخة هذا العام مشاركة 89 دولة، في حين حضر العام الماضي أكثر من 50 وزيرا.

المديفر اختتم بالقول: “لا يوجد اجتماع وزاري يجمع الحكومات والقطاع الخاص في قاعة واحدة بهذا الحجم سوى في الرياض، حيث التقى أكثر من 140 شخصية قيادية العام الماضي لمناقشة سبل تطوير قطاع التعدين عالميا، وهو ما يؤكد مكانة المملكة كمركز رئيس لقيادة الحوار الدولي في هذا المجال”.

شاركها.