وقعت السعودية اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة مع سورية، خلال اجتماع الطاولة المستديرة المشتركة الذي أقيم في العاصمة الرياض اليوم.

يأتي انعقاد الطاولة المستديرة للأعمال بين السعودية وسورية استكمالًا للزيارة التي قام بها الوفد السعودي إلى دمشق قبل أسابيع.

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أشار إلى التقدم الملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والذي أسفر عن توقيع اتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة.

وقال الفالح إن ما أعلن من استثمارات يهدف إلى تقديم بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين، كما أكد دعم السعودية لتأسيس صندوق للاستثمارات في سورية.

وخلال الاجتماع الذي ضم وفد سوريا بقيادة وزير الاقتصاد محمد الشعار، دعا الفالح الشركات السعودية للمشاركة في معرض دمشق الدولي، الذي سيُقام في العاصمة السورية بعد فترة من التوقف، مضيفا أن 80 شركة سعودية قد قامت بالفعل بالتسجيل للمشاركة بالمعرض.

وفي هذا السياق، قال الفالح إن شركة “بن داوود للاستثمار” تمكنت من توقيع اتفاقيتها المحدثة مع وزارة السياحة السورية الأسبوع الماضي، ضمن خطوات متقدمة لصندوق استثماري يركز على مشاريع سياحية وعقارية، مع هدف مزدوج يتمثل في استقطاب مستثمرين سعوديين ودوليين للعمل جنباً إلى جنب في سوريا.

 

دراسة تشغيل بورصة دمشق

 

وأشار الفالح إلى توقيع 47 اتفاقية بين السعودية وسورية دخل عدد منها حيز التنفيذ مباشرة؛ ولعل من أهمها بين شركة “تداول” السعودية وسوق دمشق للأوراق المالية؛ حيث “بدأت شركة تداول دراسة شاملة لجدوى وانشاء وتشغيل هذه البورصة”.

وتأتي الزيارة استمرارًا لمخرجات المنتدى الاستثماري السعودي-السوري الذي عقد الشهر الماضي برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة أكثر من 100 شركة و20 جهة حكومية من السعودية، حيث شملت الاتفاقيات الموقعة 47 مشروعًا استثماريًا، بإجمالي استثمارات يتجاوز 24 مليار ريال.

 

مبادرة صندوق الصناديق

 

كما كشف الفالح عن دعم وزارته لمبادرة تأسيس “صندوق الصناديق” من قبل القطاع الخاص، موضحاً أن الصندوق “سيكون مرتكزاً للعمل الاستثماري المحوكم، ويهدف لتحقيق نتائج استثنائية وبأحجام تمويلية تلبي الاحتياجات المتزايدة لعدة قطاعات في سورية”.

 

تطوير العلاقات الصناعية بين الرياض ودمشق

اجتمع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف، مع وزير الاقتصاد والصناعة السوري الدكتور محمد الشعار، في مقر الوزارة بالرياض. حيث تباحث الطرفان في تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين وفتح مسارات التكامل الصناعي، مع التركيز على فرص الاستثمار المشترك وتبادل الخبرات.

الخريّف أكد على الروابط الاستراتيجية التي تجمع السعودية وسورية، مشيرًا إلى أهمية تطوير العمل المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية في مجالات الصناعة والتعدين. ولفت إلى أهمية المنتدى الاستثماري السعودي السوري الذي انعقد مؤخرًا في دمشق برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث شهد توقيع اتفاقيات استثمارية في قطاعات حيوية كالقطاعين الصناعي والتعديني.

وسلط الخريّف الضوء على أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة في السعودية ودورها في تسهيل التكامل الصناعي مع الدول العربية، داعيًا القطاع الخاص للاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة. كما وجه دعوة لنظيره السوري لحضور المؤتمر العام الـ21 لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في الرياض خلال نوفمبر المقبل.

من جانبه، شدد الوزير السوري على ضرورة تعزيز الشراكات الصناعية مع السعودية، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية المتميزة التي توفرها مرحلة إعادة الإعمار في سورية. واتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل فنية مشتركة لتعزيز مسارات التكامل الصناعي، بحضور كبار المسؤولين من كلا الجانبين.

شاركها.