يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مواجهة تكتلين هما الأكبر في العالم، بينما يحاول استعادة التوازن إلى معاملات بلاده التجارية عبر التلويح برسوم جمركية ضخمة، لا يلبث أن يحل الموعد النهائي لتطبيقها حتى يخرج أو أحد مسؤوليه بموعد جديد.

كان أحدث تأجيل لتطبيق هذه الرسوم الجمركية ما أعلنه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت حول بدء تطبيق الرسوم من أول أغسطس المقبل، أي بعد انتهاء مهلة الـ 90 يوما التي كان ترمب قد أعلن أنها تنتهي في التاسع من يوليو الجاري، وإن كان بيسنت قد أكد أن هذا لا يمثل تمديدا للمهلة المقررة مسبقا.

في حين يبدو ترمب متمسكا بالأمل في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، يحقق له وعودا أغدق بها على ناخبيه بأن يجعل “أمريكا عظيمة من جديد، يظهر جليا تشدد سيد البيت الأبيض إزاء تكتل “بريكس” الصاعد نجمه، على الرغم من دبلوماسية حديث التكتل في مواجهته للرسوم الجمركية الأمريكية.

زعماء مجموعة “بريكس” كانوا قد أصدروا بيانا تضمن إشارات قوية إلى رفضهم الرسوم الجمركية، حيث اعتبروها بشكل عام “غير قانونية وتعسفية وتشويها للتجارة العالمية” دون أن ينبسوا ببنت شفة عن الولايات المتحدة أو ترمب في لحن القول.

“بريكس” التكتل الأكبر في مواجهة أمريكا

بينما تُشكل المجموعة، التي تضم 11 دولة بينها الصين والهند وروسيا، نحو 40% من اقتصاد العالم، فإن الاتحاد الأوروبي يمثل نحو 16% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستحوذ الولايات المتحدة على نحو 15%.

تظهر هذه الأرقام في معادلة الاقتصاد العالمي أن الجانب الأمريكي أمام مهمة صعبة في مواجهة تكتلين هما الأكبر في العالم، على الرغم من كون الولايات المتحدة منفردة تعتبر أكبر اقتصاد في العالم، ويقترب حجم اقتصادها من الاتحاد الأوروبي مجتمعا.

قد يفسر هذا تبني ترمب نهجا أكثر تشددا تجاه “بريكس”. هذا التشدد دفعه إلى التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية نسبتها 10% على أي دولة تتبنى سياسات المجموعة “المعادية للولايات المتحدة”.

ومن المقرر أن يستضيف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا اليوم الاثنين أعضاء “بريكس” إضافة إلى 10 من “الدول الشريكة”، بينها ماليزيا ونيجيريا وفيتنام، التي أبرمت الولايات المتحدة قبل أيام اتفاقا تجارية معها، هو الثاني والأخير حتى الآن بعد الاتفاق مع للمملكة المتحدة.

ترمب غير عازم على أن يتهاون مع “بريكس”

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها ترمب تهديدات إلى دول بريكس ومن يتعامل معها، فقد سبق وهدد أعضاء المجموعة برسوم تصل إلى 100% إذا قرروا الاستغناء عن الدولار عملة احتياطي واللجوء إلى عملة جديدة.

يبدو ترمب غير عازم على أن يتهاون بأي شكل أمام أي خطوة يخطوها تحالف “بريكس”، خاصة إذا كانت تمثل تهديدا لبلاده، بما في ذلك أي توسع مستقبلي.

في المقابل، تبدو الأمور مع الاتحاد الأوروبي أكثر مرونة، حيث قال بيسنت اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية قبل موعد التاسع من يوليو الجاري، وتوقع صدور عدة إعلانات كبيرة في الأيام المقبلة.

المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أكد أيضا أن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين وترمب أجريا “حوارا جيدا” أمس، وأن هدف الاتحاد الأوروبي لا يزال التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن في الموعد المحدد.

شاركها.