يتوقع أن يتجه تحالف “أوبك+” النفطي إلى إقرار زيادة جديدة في الإنتاج، مع التركيز على الحصة السوقية، في وقت ما زالت الأسعار تتلقى فيه دعما من التوترات الجيوسياسية وعدم وضوح الرؤية بشأن مفاوضات النووي الإيراني في أعقاب وقف حربها مع الجانب الإسرائيلي.

كانت أسعار الخام سجلت أعلى مستوياتها في 5 أشهر، بعد أن هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية؛ لكن رد إيران المحدود على الضربات الأمريكية بمهاجمة قاعدة عسكرية أمريكية في قطر دون سقوط ضحايا، أعقبه إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

بعد وقف الحرب، التي لم تستمر سوى 12 يوما، بدأت أسعار النفط تتراجع بعض الشيء لتستقر بعد ذلك عند نحو 67 دولارا للبرميل. وارتفعت الأسعار اليوم الأربعاء في وقت يعكف فيه المستثمرون على تقييم صمود وقف إطلاق النار بين الجانبين، بينما تلقى الخام دعما إضافيا من بيانات أظهرت أن الطلب الأمريكي قوي نسبيا.

بحلول الساعة 07:30 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم سبتمبر 0.3% إلى 67.11 دولار، في حين ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أغسطس 0.1% إلى 65.40 دولار.

ومن المتوقع أن يواصل تحالف “أوبك +” تعزيز إنتاج في النصف الثاني من هذا العام، وفقا لمذكرة بحثية نصف شهرية نشرتها “بلومبرغ”.

تركيز “أوبك+” يتحول إلى الحصة السوقية

بينما التزم تحالف “أوبك+” بزيادة الإنتاج 411 ألف برميل يوميا في الشهرين الماضي والجاري، فإن من المتوقع أن يواصل التحالف زيادة الإنتاج في الأشهر المقبلة وسط تخمة في المعروض تلوح في الأفق، في ظل زيادة المنتجين من خارج التحالف إمداداتهم.

يشير هذا التوجه إلى أن التحالف يسعى بقوة إلى الدفاع عن حصته السوقية في مواجهة زيادات كبيرة في تدفقات منتجين مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، ولتحقيق التوازن في السوق العالمية.

ويرى دافيد تسونج، محلل أسواق الطاقة في “بلومبرغ”، أن السعر العادل لخام القياس العالمي برنت انخفض إلى 70 دولارا للبرميل من 80 دولارا، مع انحسار التوترات.

وقال: “وقف إطلاق النار والتصعيد في الشرق الأوسط يحد من التهديدات الآنية على البنية التحتية لقطاع الطاقة، ما يعيد التركيز على المخاوف المتعلقة بالطلب والمخزونات وزيادات إنتاج أوبك+”.

الأسعار تتلقى دعما رغم زيادة المعروض

على الرغم من الزيادات السابقة والزيادة المتوقعة في إنتاج “أوبك+” فإن الأسعار من المنتظر أن تتلقى دعما في الأجل القريب من استمرار مناخ التوترات الجيوسياسية وحقيقة أن الزيادة في الإنتاج دون المستوى الذي كان يُخشى منه في السابق.

ما زالت المخاوف قائمة بشأن التوترات التجارية والحرب الروسية الأوكرانية، في حين تبقى الاحتمالات مفتوحة بشأن المباحثات الأمريكية الإيرانية حول برنامج طهران النووي.

كانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أكدت أمس بعد مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ضرورة استئناف المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي “في أقرب وقت ممكن” والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

حذرت كالاس أيضا من أن أي تهديدات بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي “لا تساعد على خفض التوترات”.

بيد أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وافق بشكل نهائي على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقا لما أعلنه التلفزيون الإيراني اليوم الأربعاء.

ونقلت “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن إيران أعدت الشهر الماضي خططا لتلغيم مضيق هرمرز، الذي يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية، والذي كانت لوحت طهران من قبل بإغلاقه.

في ملف التجارة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه لا يفكر في تمديد الموعد النهائي للدول للتفاوض بشأن الصفقات التجارية مع الولايات المتحدة بعد 9 يوليو.

وألقى ترمب بالشكوك مرة أخرى في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع اليابان، على الرغم من أنه يتوقع التوصل إلى اتفاق مع الهند.

شاركها.