تذبذبت الأسهم الآسيوية مع بقاء المستثمرين على الهامش قبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكي، في انتظار بيانات جديدة، بعد أن أظهرت الأرقام الأخيرة أن الحرب التجارية التي يخوضها الرئيس دونالد ترمب تلحق الضرر بالاقتصاد الأمريكي.

تأرجح مؤشر “إم إس سي آي” لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بين المكاسب والخسائر، بعدما ساعد إعلان ترمب عن صفقة تجارية مع فيتنام مؤشر “إس آند بي 500” على الإغلاق عند مستوى قياسي جديد الأربعاء.

استقر الدولار اليوم الخميس، وظل يحوم حول أدنى مستوياته في 3 سنوات. أما العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية فظلت ثابتة، وانخفض الذهب للمرة الأولى منذ 4 أيام.

ارتفعت عائدات السندات الأمريكية اليوم الخميس، وكانت قد ارتفعت الجلسة السابقة إثر عمليات بيع مكثفة في بريطانيا، حيث أعادت المخاوف بشأن مستقبل وزيرة الخزانة رايتشل ريفز إثارة تساؤلات بشأن الوضع المالي للبلاد. وفي اليابان تراجعت السندات لأجل 10 أعوام قبيل مزاد مرتقب بشدة لسندات سيادية لأجل 30 عاما عند الساعة 12:35 ظهرا بتوقيت طوكيو.

تفاؤل حذر في الأسواق

سلطت التحركات عبر فئات الأصول الضوء على تفاؤل حذر، في وقت يتعامل المتداولون مع أجواء من عدم اليقين قبيل صدور بيانات الوظائف التي ستساعد في تحديد المسار المستقبلي لأسعار الفائدة، ومع بلوغ الأسهم مستويات قياسية رغم تصعيد ترمب للتوترات التجارية، يراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية، قبل ضخ أموال جديدة في محافظهم الاستثمارية.

استراتيجي الأسواق العالمية في “إنفيسكو لإدارة الأصول” في طوكيو تومو كينوشيتا قال “يتبنى المستثمرون عموما نهج الانتظار والترقب قبيل صدور تقرير الوظائف الذي سيعلن في وقت لاحق من اليوم”، مضيفا “أن عددا متزايدا من المؤشرات الأمريكية يشير إلى احتمال حدوث تباطؤ اقتصادي”.

صفقة ترمب مع فيتنام تثير المخاوف من رد صيني

فيما يتعلق بالاتفاق التجاري مع فيتنام، قال ترمب إنها وافقت على إلغاء جميع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، وستفرض رسوم بنسبة 20% على صادرات فيتنام إلى أمريكا، إلى جانب رسوم بنسبة 40% على أي بضائع يعتقد أنها أُعيد تصديرها عبر البلاد. ووفقا لـ”بلومبرغ إيكونوميكس”، فإن الصفقة قد تثير خطوات انتقامية من الصين.

عززت أنباء الصفقة أسهم “نايكي” وبعض أسهم شركات التصدير، وسط آمال في أن يسهم الاتفاق في تفادي كارثة محتملة في سلاسل الإمداد. وحددت فيتنام اليوم الخميس سعر الصرف المرجعي للعملة المحلية “الدونغ” عند مستوى منخفض قياسي.

المدير الإداري لدى “يونيون بانكير بريف” سيرن لينغ قال “أصبح المستثمرون غير مبالين بالتغيرات المتكررة وغير المتوقعة في اتجاه ترمب”، مضيفا “حتى الآن، فإن معظم هذه الصفقات لا تؤدي إلى شيء يذكر، ولا تزال عملية تنفيذها النهائية غير مؤكدة”.

مخاوف مالية في بريطانيا

في غضون ذلك قال رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، إن رايتشل ريفز ستبقى وزيرة للخزانة، في مسعى لوضع حد للتكهنات بشأن مستقبلها، والتي تسببت ببيع مكثف في سوق السندات، وكان أعضاء من حزب العمال الحاكم قد أجبروا الحكومة على إلغاء تخفيضات بـ 5 مليارات جنيه في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية مساء الثلاثاء، ما زاد من صعوبة مهمة خفض عجز الميزانية.

واستقر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار خلال جلسة التداول الآسيوية.

العقبات التشريعية تعرقل أجندة ترمب الاقتصادية

كما أثيرت مخاوف في أمريكا، حيث تعثر مشروع قانون ترمب الاقتصادي الرئيسي في مجلس النواب بعد ظهر الأربعاء، بعدما عطل المحافظون الماليون من الجمهوريين تصويتا إجرائيا أساسيا، وقال ترمب لاحقا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن المجلس مستعد للتصويت الليلة على مشروع قانون الضرائب.

في اليابان ينظر إلى مزاد سندات الدين السيادية لأجل 30 عاما اليوم الخميس، على أنه مقياس لنجاح صناع السياسات بتهدئة الاضطراب في سوق الدين، الذي دفع عائدات السندات فائقة الأجل في البلاد إلى مستويات قياسية في مايو، ورغم أن العوائد تراجعت من تلك المستويات، إلا أن الأسواق لا تزال حذرة، لا سيما بعد تحركات شهدتها بريطانيا وأمريكا الليلة الماضية.

بيانات الوظائف تضع سوق العمل تحت المجهر

في أمريكا، من المقرر صدور بيانات الوظائف الشهرية غير الزراعية في وقت لاحق من يوم الخميس، أي قبل يوم من المعتاد بسبب عطلة، ويتوقع أن تظهر تباطؤا في التوظيف وارتفاعا في معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ 2021، في ظل بدء ظهور تأثير تغييرات ترمب في السياسات التجارية والهجرة.

أظهرت بيانات الوظائف الخاصة الصادرة عن “إيه دي بي ريسيرش” أمس الأربعاء، أن التوظيف في الشركات الأميركية انخفض لأول مرة منذ أكثر من عامين، رغم مؤشرات التباطؤ، كرر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن سوق العمل لا تزال قوية.

عقب صدور بيانات “إيه دي بي”، زاد المتداولون من رهاناتهم على خفضين على الأقل في أسعار الفائدة هذا العام، مع توقع بدء أول خفض في سبتمبر. وإذا أظهر تقرير الوظائف المرتقب مزيداً من الضعف، فإن المتداولين يعتقدون أن الفيدرالي قد يُقدِم على تقديم موعد خفض الفائدة.

شاركها.